علّقت الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أمس الثلاثاء لأول مرة على موجة الاستهدافات التركية لـ”الوحدات الكردية” شرقي وشمال شرقي سوريا، التي أودت بحياة عشرات العناصر من “الوحدات الكردية” المدعومة من واشنطن.
وقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، أمس الثلاثاء، تطرق فيه للاتصال الهاتفي بين وزيري الدفاع التركي يشار غولر، والأمريكي لويد أوستن، مؤكداً أن واشنطن “تدرك مجدداً المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وفي إجابته عن سؤال فيما إذا كانت واشنطن تدين الضربات التركية على منشآت حيوية في شمال شرقي سوريا، قال: “لدينا تنسيق وتواصل جيدين مع حلفائنا الأتراك، وسنستمر في فعل ذلك مستقبلاً”.
ودعا “الحليفين في الناتو” واشنطن وأنقرة للحفاظ على خط اتصال مفتوح لدعم بعضهما، لافتاً أن “قنوات الاتصال مفتوحة بشأن ما يجب على تركيا فعله بشأن مخاوفها الأمنية المشروعة”.
وجاء حديث رايدر، بعد اتصال هاتفي جرى بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن والتركي يشار غولر، ووفق رايدر، فإن الوزير الأمريكي “أقر بالمخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، عقب الهجوم المنسوب إلى حزب العمال الكردستاني، الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء توساش في أنقرة”.
ولم يتطرق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية في حديثه إلى تحالف واشنطن مع “الوحدات الكردية” شرقي وشمال شرقي سوريا، ودعمها لهم.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد علّق يوم الاثنين 28 تشرين الأول الجاري على حملة الاستهدافات التركية بقوله: “إن اختيار الهدف وتوقيت الهجوم الإرهابي الذي تزامن مع وصوله إلى العاصمة التترية قازان للمشاركة في قمة مجموعة بريكس، لم يكن صدفة”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وبدأت الهجمات التركية بتاريخ 23 تشرين الأول واستمرت لغاية 27 من الشهر نفسه، وأشارت أنقرة إلى أن حملتها جاءت رداً على هجوم استهداف مركز الصناعات الجوية والفضائية في أنقرة “سوتاش” وتبناه “حزب العمال الكردستاني” الذي يشكّل أحد مكونات “قسد” المدعومة تركياً.
بينما علّق القائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، على هذا الهجوم بتأكيده أنه لا علاقة لـ”قسد” بالهجوم الذي استهدف “سوتاش” لافتاً إلى أن تركيا لا تستطيع تقديم أدلة تؤكد تسلل أشخاص من سوريا إليها.
وتستنكر أنقرة باستمرار الدعم الأمريكي لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” شرقي وشمال شرقي سوريا، بينما تحاول واشنطن تحقيق حالة التوازن في علاقاتها بين مع كل من أنقرة و”قسد”، وفي هذا الصدد أكدت القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا نولاند: “سابقاً كنا شركاء أقوياء على وجه الخصوص في الحرب ضد (تنظيم داعش) أينما كان، ويجب أن يستمر هذا مع تركيا، سواء في العراق أم في سوريا”.
ومن جانبه قال آخر سفير أمريكي في دمشق روبرت فورد، في وقت سابق: “إن الولايات المتحدة الأمريكية ستستمر بدعم الوحدات الكردية التي تشكل قسد أحد مكوناتها”، مشيراً إلى “إن إدارة بايدن مصرة على إبقاء القوات الأمريكية شرقي سوريا وهي محتاجة إلى شريك محلي هناك”، مبيناً أن “إدارة بايدن تدرك انزعاج تركيا من هذه الشراكة، لكن البيت الأبيض لن يغير موقفه في هذا الخصوص”.