خاص || أثر برس تحولت مدارس الحسكة، إلى مراكز لإيواء النازحين من المناطق الواقعة شرق مدينة “رأس العين”، في ريف الحسكة الشمالي الغربي، وبحسب المعلومات التي حصل عليها “أثر برس” فإن 30 عائلة تسكن إحدى مدارس حي العزيزية، دون الحصول على أي نوع من المساعدات، وقد تعذر دخول هذه العوائل إلى “مخيم توينة” الواقع إلى الغرب من بلدة “تل تمر”، بسبب اكتظاظ المخيم بالنازحين، وسوء الأحوال المعيشية فيه.
يؤكد أحد النازحين القاطنين في مركز الإيواء لـ”أثر برس”، أنه نزح مع أسرته من بلدة “أبو راسين”، بعد استمرار الاعتداءات التركية على البلدة الواقعة إلى الشرق من مدينة “رأس العين” المحتلة، وقد حاول الوصول إلى داخل مدينة الحسكة إلا أن أجارات البيوت مرتفعة للغاية مقارنة بدخله المحدود جداً، كما أن فكرة الحياة داخل المخيم لم تكن في حساباته نتيجة للبرد الشديد في المنطقة التي أقيم فيها “مخيم التوينة”، ما يجعل الأمر مجازفة بحياة أطفاله خاصة أصغرهم الذي يبلغ من العمر 6 أشهر فقط.
يشير الرجل الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الفصائل المسلحة الموالية للاحتلال التركي تستهدف بشكل عشوائي القرى التي تقع بالقرب من خطوط التماس، وباتت الحياة في المنطقة محفوفة بالمخاطر بسبب الانتهاكات التي جعلت من السكان المدنيين أهدافاً مباشرة للفصائل، إلا أن المفاجئة كانت بغياب المنظمات الإنسانية عن تقديم أي مساعدة لمن نزحوا هرباً من تركيا وأعوانها، وكأن الأمم المتحدة تحاول مساعدة أنقرة على القضاء على سكان المناطق القريبة من الحدود وإبادتهم.
يبلغ تعداد النازحين المقيمين في المركز المذكور وفق مصادر أهلية، 315 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، ويعانون من نقص شديد في تأمين الأغطية والفراش، إضافة إلى نقص وصول المساعدات الإنسانية والرعاية الطبية، الأمر الذي يزداد صعوبة في ظل المعوقات التي تفرضها “قوات سوريا الديمقراطية”، على حركة النازحين ومحاولتهم الحصول على عمل في المناطق القريبة من مكان إقامتهم.
وتشير المعلومات إلى أن المنظمات الإنسانية بما في ذلك التابعة للأمم المتحدة أو تلك التي تعمل ضمن مناطق انتشار “قسد”، بدون موافقة الحكومة السورية، أوقفت نشاطها في مناطق ريف الحسكة الشمالي والغربي منذ أن بدأت العملية العدوانية التركية المعروفة باسم “نبع السلام”، الأمر الذي رافقه نزوح ما يزيد عن 350 ألف مدني من القرى الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي، وغالبية النازحين فروا من المناطق التي تم احتلالها من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها، إضافة إلى المناطق الواقعة بالقرب من خطوط التماس في ريف الحسكة الغربي.
وشهد الأسبوع الماضي مجدداً حركة نزوح من القرى الواقعة شرق مدينة “رأس العين”، وشمال بلدة “تل تمر”، الواقعتين في ريف الحسكة الغربي، وذلك بعد تزايد الاعتداءات التركية على النقاط المدنية، في خرق لبنود “اتفاق سوتشي”، الخاص بالشمال السوري، والذي أقر وقفاً لإطلاق النار بين قوات الاحتلال التركي والوحدات الكردية المسلحة، الأمر الذي رعته الحكومة الروسية في محاولة منها لتهدئة الشمال، في ظل تأييد أمريكي للعدوان التركي على حساب “قسد”، التي من المفترض أنها أحد حلفاء قوات الاحتلال الأمريكي في سورية.
محمود عبد اللطيف – الحسكة