شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أنه بتوجب على الكيان الإسرائيلي عدم احتلال قطاع غزة أو تقليص مساحته بعد الحرب.
وقال بلينكن للصحفيين بعد اجتماع في طوكيو لوزراء خارجية دول “مجموعة السبع”، “يجب ألا يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، لا الآن ولا بعد الحرب” مشدداً على ضرورة “عدم إعادة احتلال غزة بعد انتهاء الصراع أو تقليص أراضيها” وفق ما نقلته قناة CNN الأمريكية.
وأضاف “من الواضح أن إسرائيل لا تستطيع احتلال غزة”، ولكن “قد تكون هناك حاجة لفترة انتقالية في نهاية الصراع”.
وأشار بلينكن إلى أنه سمع من المسؤولين الإسرائيليين أنه “ليس لديهم أي نية لإعادة احتلال غزة وفرض السيطرة على القطاع”.
وتابع وزير الخارجية الأمريكي قائلاً: “السؤال الوحيد المطروح هنا هو: هل سيكون هناك ضرورة لوجود مرحلة انتقالية؟ وما هي الآليات التي يجب تبنيها في سبيل تحقيق ذلك مع ضمان الحفاظ على الأمن. لكننا واضحون بشأن رفض إعادة الاحتلال، مثلما نحن واضحون بشأن رفض تهجير الفلسطينيين”، مضيفاً “نحن بحاجة إلى رؤية وحدة الحكم والوصول إليها فعليًا عندما يتعلق الأمر بغزة والضفة الغربية، وفي نهاية المطاف بالدولة الفلسطينية”.
وجاءت إشارة كبير الدبلوماسيين الأمريكيين إلى “فترة انتقالية” رداً على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، الذي قال في وقت سابق من هذا الأسبوع: “إن إسرائيل ستتحمل المسؤولية الأمنية الكاملة في غزة لفترة غير محددة بعد انتهاء الحرب”.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه بلينكن رفضه لاحتلال قطاع غزة، يصعّد معارضته لخيار وقف إطلاق النار، وقال: “أولئك الذين يدعون لوقف إطلاق نار فوري عليهم التزام بمناقشة النتائج غير المقبولة التي يمكن أن يجلبها وقف إطلاق النار”.
واشنطن قلقة من تعدد الجبهات:
تعمل واشنطن على تهدئة الجبهات الأخرى التي تتحرك ضد الكيان الإسرائيلي والوجود الأمريكي في سوريا والعراق، إذ تزامنت تصريحات بلينكن الأخيرة، مع انتهاء جولة شرق أوسطية قام بها مؤخراً، زار خلالها فلسطين المحتلة والأردن وتركيا، كما وصل إلى العراق في زيارة غير معلنة لبحث مسألة تصعيد الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، والتي تبنتها المقاومة الإسلامية في العراق، مؤكدة أنها تأتي رداً على استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالتصعيد على الجبهة الشمالية للكيان الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية- الفلسطينية، وصل مستشار الرئيس الأمريكي، آموس هوكستين، إلى بيروت أمس الثلاثاء، في زيارة غير معلنة، وذلك بهدف العمل على عدم تمدد الصراع في غزة إلى لبنان، وتطبيق القرار 1701، وفق قوله.
والتقى هوكستين، رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، والمدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وأفاد ميقاتي أنه تم خلال اللقاء التأكيد على “وحدة الموقف فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، ووقف نزيف الدم الذي يحصل، والضغط على إسرائيل لوقف استفزازاتها في الجنوب اللبناني وآخرها التعرض للمدنيين”، وفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
تململ أمريكي من الكيان الإسرائيلي:
كتب المحلّل العسكري الإسرائيلي “عاموس هارئيل” مقالاً في صحيفة “هآرتس” العبرية قال فيه: “على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وغيرهما من كبار المسؤولين، يقولون إن الحرب ستستمر ما دام ذلك ضرورياً، ويعِدُون بإنهاء حكم حماس وقتل زعيمها في غزة يحيى السنوار، فمن المستحيل تجاهل تأثير الحرب تماماً على ساحة المجتمع الدولي” موضحاً “العالم، حتى الولايات المتحدة الداعم الأكبر لإسرائيل التي قدمت لها مساعدات دبلوماسية وعسكرية غير مسبوقة، لديه اعتبارات أخرى، لا بد من أخذها في الحسبان”.
وعلّق “هارئيل” على زيارة المسؤولين الأمريكيين لتل أبيب، بقوله: “تأتي هذه الرسالة من الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذين زاروا إسرائيل، فهل ينفد صبر الأمريكيين ويتراجعون عن دعمهم؟”.
ونوّه “هارئيل” إلى أن “الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إزاء ما تعتبره غياباً خطيراً لأي خطة عمل حقيقية، لا سيما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض باستمرار مناقشة ما يمكن أن يحدث في غزة بعد الحرب”.
وقبيل وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى فلسطين المحتلة بتاريخ 18 تشرين الأول الفائت، قال قنصل “إسرائيل” السابق في نيويورك، ألون بينكاس، في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية: “لا ينبغي تفسير دعم بايدن الحقيقي وصداقته العميقة على أنه شيك على بياض”.
يشار إلى أن حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وصلت اليوم الأربعاء إلى 10569، ووفق وزارة الصحة الفلسطينية فإن هناك بلاغاً عن مفقودين منهم 1350 طفلاً ما زالوا تحت الأنقاض.