ظهر أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أمس الاثنين، بكلمة متلفزة تحدث فيها عن أهم التطورات، وخاصة فيما يتعلق بموضوع المشتقات النفطية القادمة من إيران إلى لبنان، معلناً عن وصول أول باخرة إلى سوريا.
حيث أعلن عن وصول باخرة المشتقات الأولى إلى مرفأ بانياس السوري ليلة الأحد، وأضاف أن أمس “ينتهي إفراغ حمولتها”.
وكشف نصر الله عن موعدَ نقل المشتقات النفطية إلى البقاع، وقال إنه يبدأ يوم الخميس المقبل، وإن المواد تخزَّن في خزانات محدَّدة في بعلبك.
وتناول الأمين العام لحزب الله السجال الإعلامي الذي حدث بعد إعلان إبحار الباخرة، وقال “لقد سقطت رهانات البعض، الذي اعتبر أن وعد إرسال البواخر هو للاستهلاك الإعلامي”، ورأى أن جميع الرهانات، التي شكّكت في تحقيق الوعد، وأملت في أن يستهدف الاسرائيليون البواخر، سقطت.
وأضاف إن “الاسرائيلي كان في مأزق، ومعادلة الردع القائمة هي التي حمت الباخرة الأولى، وسمحت بوصولها”.
وأعلن نصر الله سقوط الرهان على الأمريكيين، الذين فشلوا في منع وصول السفن، على الرغم من الضغوط والتهديدات، وأعلن أيضاً سقوط رهان حدوث مشكلة بين حزب الله والحكومة اللبنانية، بسبب تفهّم الدولة السورية.
ولفت إلى إن الباخرة التي وصلت تحمل مادة المازوت، والباخرة الثانية تصل خلال أيام قليلة إلى بانياس، مؤكّداً إنجاز كلّ المقدِّمات الإدارية لإرسال الباخرة الثالثة، التي ستحمل البنزين من إيران.
وتابع أن الباخرة الرابعة، التي سيتم إرسالها لاحقاً، ستحمل المازوت بسبب حلول الشتاء، مضيفاً: “بناءً على مسار الحكومة الجديدة والمعطيات، يتقرّر الأمر بشأن البواخر اللاحقة”.
وشدَّد نصر الله على أن حزب الله لا يهدف لا إلى التجارة، ولا إلى الربح، من هذه البواخر، وإنما هدفه المساعدة على تخفيف معاناة الناس، مؤكّداً أن المواد التي ستصل ستُسَلَّم إلى كل الفئات في لبنان، وليست محصورة في أي فئة.
وأكّد أنه “سيتم بيع المحروقات بأقل من سعر التكلفة، لأننا لا نبغي الربح، وسنعتبر خسارتنا مساعدة من الحزب وإيران”، مؤكّداً أن الحزب سيعلن السعر الرسمي لبيع المازوت الأربعاء أو الخميس المقبلين، وسيكون أقل من التكلفة، واعتبر أن الهدف هو كسر السوق السوداء وجشع المحتكرين.
من جهة ثانية، رحّب نصر الله بزيارة الوفد اللبناني الرسمي لسوريا، “التي تعاطت بانفتاح ومحبة على الرغم من دقّة الموضوع”.
وفي السياق ذاته، تناقلت وسائل إعلام عبرية كلام أمين عام حزب الله، وخصوصاً الجزء المتعلق بسفن المحروقات القادمة إلى لبنان من إيران عبر سوريا.
حيث نشر موقعا “والاه” و”يديعوت أحرونوت” مقتطفات من خطاب نصر الله، في حين قال مراسل الشؤون العربية في قناة “كان” الإسرائيلية، روعي قيس، إنه “في ظل أزمة الوقود والأزمة الاقتصادية، وعد نصر الله في الأسابيع الأخيرة بإحضار ناقلات وقود من إيران، وهذا المساء (ليل الإثنين) أعلن وصول أول ناقلة وقود من إيران”، مشيراً إلى أن نصر الله “نفّذ وعده”.
ولفت قيس إلى نجاح حزب الله في المحافظة على السفينة الأولى على الرغم من التهديدات “الإسرائيلية”.
وكان الأمين العام لحزب الله، أعلن في وقت سابق عن انطلاق أولى السفن الإيرانية المحملة بالمشتقات النفطية إلى لبنان الذي يعاني من نقص حاد بالمشتقات النفطية، محذراً من اعتراض السفينة، مضيفاً: “منذ اللحظة التي ستبحر فيها السفينة بعد ساعات ستصبح أرضاً لبنانية”.
وأعلن عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أبو الفضل عموئي، في وقت سابق، أن أي تعرّض للسفينة الإيرانية المتجهة إلى لبنان سيواجه برد مزدوج.
يذكر، أن ناقلة النفط الإيرانية المحملة بالنفط والمتوجهة إلى لبنان عبر سوريا، تشكل اختباراً للعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا وإيران وتحدٍ لها، خاصة وأنها تحظر على إيران تصدير النفط، كما تحظر وصول الواردات إلى سوريا.