خاص|| أثر أجبرت الأوضاع الاقتصادية المتردية كثيراً من العائلات السورية على شراء الملابس المستعملة من بعضهم أو (المقايضة) كنوع من إعادة التدوير والاستفادة منها للأبناء بعضهم بين بعض، فمن صغرت على مقاسه قطعة ملابس بإمكانه استبدالها من صديق أو قريب له بقطعة تكون على مقاس الآخر وهكذا دواليك.
فمن باب “الادخار” عرضت رهام ملابس أولادها في صفحتها الخاصة في فيس بوك مع منشور يقول: “أود المقايضة على ملابس أولادي بقطع أكبر مهما كان نوعها لأنها أصبحت صغيرة على مقاسهم ومن يرغب أرجو التواصل معي”.
وأوضحت رهام لـ “أثر” أن ما فعلته استحوذ على رضا وقبول عدد كبير من الناس معتبرين أن موضوع استبدال الملابس هو نوع من الاقتصاد والتوفير وتالياً عدم رمي الملابس لأنها لم تعد تناسب المقاس المطلوب إضافة إلى ذلك فإن من يرغب بأخذها بإمكانه تنظيفها وتعقيمها كما لو أنه اشتراها من سوق البالة.
وتشير رهام إلى أن أسعار الملابس مرتفعة جداً في الأسواق، خاصة ألبسة الأطفال الجديدة وهذا ما أجبرها على وضع المنشور لتلبية احتياجات أولادها من جهة وتلبية حاجة غيرها من جهة أخرى، ضيفة لـ “أثر”: “كثير من الناس وبسبب الظروف الاقتصادية وضعف الدخل الشهري يجدون أنفسهم غير قادرين على تأمين الملابس لأولادهم فالأزمة الاقتصادية أثرت في أسعار المواد الأساسية كافة بما فيها الملابس”.
أما مها فاضطرت إلى بيع ملابس أولادها لأختها، وتشرح: “أولاد أختي أصغر من أولادي وبما أن الملابس جديدة وأصبحت صغيرة عليهم فقد عرضتها على أختي بنصف السعر كي أتمكن من شراء ملابس جديده لهم علماً أنها جديدة وغير مهترئة نهائياً فوافقت أختي على الفور لأنها لم تجد ملابس بهذا السعر؛ فبسعر 200 ألف اشترت 7 قطع (والأقربون أولى بالمعروف)”.
بدورها، وفاء أعادت تدوير الملابس بين أبنائها وخاصة (البيجامات) لأنها الأكثر استخداماً في فصل الشتاء في حين وفرت على نفسها مبلغاً كبيراً، إذ لم تضطر لشراء 4 بيجامات إنما اشترت اثنتين والبقية تمت إعادة تدويرهم للأخوة الأصغر.
إذاً، هذا هو وضع العائلات التي تتألف من 3 أشخاص وأكثر ليس أمامهم حل سوى إعادة تدوير الملابس بين الإخوة أو ارتدائها بالتناوب في حال كانت المقاس نفسه فسعر قطعتين قدامى بسعر واحدة جديدة وهذا ما يمنع كثيرين من المخاطرة بالشراء.
يذكر أن أسعار الألبسة الشتوية الجديدة في الأسواق السورية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً، ليصل سعر المعطف الشتوي النوعية الجيدة نوعاً ما إلى نصف مليون ل.س، وبحسب ما رصدته مراسلة “أثر” في وقت سابق، تبيّن أن سعر المعطف الشتوي (الصوف) في أسواق دمشق وريفها يبدأ من 250 ألفاً، والكتّان 260 ألفاً، ويزداد بحسب النوع فمثلاً الجاكيت الجلد سعره 540 ألفاً، في حين وصل سعر الكنزة الشتوية (فليس فرو) 230 ألف ل.س، علماً أن الأسعار تختلف من محل إلى آخر وبحسب المنطقة، مع الإشارة أيضاً إلى أن أسعار ملابس “البالة” لم تسلم من الارتفاع وباتت تنافس الجديدة.
دينا عبد