خاص || أثر برس بعد أن أغلقت الثلوج الطريق المؤدي إلى قريته عين جويبة التابعة للطواحين في ريف طرطوس، منذ أيام عدة، استطاع العم أحمد حبيب “أبو باسل” الوصول إلى الماشية التي يقوم بتربيتها في مكان يبعد عن القرية نحو 2 كم.
لحظة وصوله إلى مكان تربية الماشية، لن ينساها العم أبو باسل الذي وصف لـ “أثر” شعوره عند وصوله للمكان ورؤيته لمنظر نفوق رؤوس الماشية، بـ “المصيبة التي ذهبت بالخمير والفطير”.
بكلمات مبعثرة تتخللها تارة غصات موجعة، وتارة دمعات يحتجزها عنوة حتى لا تتسلل إلى خديه، يشرح أبو باسل بأنه كان يملك 260 رأس ماعز، وكانوا مصدر رزقه الأساسي في تأمين حاجات أسرته المؤلفة من خمسة أشخاص، ويضيف: “عندما وصلت إلى المكان رأيت الماعز ملقى على الأرض بعد أن مات بسبب البرد، حيث كانت الثلوج تغطي المكان، وعدم قدرتي على الوصول إليه لوضع الطعام والماء له”.
وأشار العم أبو باسل إلى نفوق 150 رأس ماعز من أصل 260، متوقعاً أن الرؤوس المتبقية ستموت أيضاً لأنها بحالة مزرية لإصابتها بالضعف والمرض، مشيراً بالوقت نفسه إلى معاناته مع تأمين العلف للقطيع ناهيك عن ارتفاع الأسعار.
وقال إنه لا يوجد له مصدر رزق آخر لأنه يعمل في تربية الماعز منذ مرحلة الشباب، وليس لديه عمل أو مصدر رزق آخر، مقدراً خسارته بملايين الليرات.
بدوره، أكد رئيس اتحاد فلاحي طرطوس محمد حسين لـ “أثر” توجهه صباحاً إلى قرية الطواحين، برفقة رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية الزراعة، ورئيسي الوحدة الإرشادية، والجمعية الفلاحية في الطواحين، وفنيين بيطرين، وتم الكشف على رؤوس الماعز النافقة والعائدة للمربي أحمد حبيب، وأضاف: “تبين عن الكشف على الماعز والتشريح، عدم إصابة الماعز بأي مرض، عازياً النفوق إلى البرد وترافقه مع الضعف العام الذي أصاب الماعز، وذلك بسبب عدم وجود علف يكفي لجميع القطيع المؤلف من نحو 260 رأس”.
وأكد حسين نفوق 150 رأس ماعز للمربي حبيب، بالإضافة لحالة ضعف عام لدى بقية القطيع وذلك بسبب عدم كفاية العلف المقدم له.
وبيّن حسين أنه تم أخذ عينة من دم الماعز لفحصها، كما تم أخذ عينة من الأعلاف التي كانت الماعز تأكل منها، مؤكداً أنه لدى سؤال المربي حبيب أكد أن الماعز كان قد تلقى جميع اللقاحات والأدوية البيطرية من الوحدة الإرشادية في الطواحين.
وأوضح حسين أن المربي حبيب سيتم تعويضه من قبل صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية في حال ثبوت أن القطيع نفق بسبب محاصرته بالثلوج وعدم استطاعة المربي الوصول إليه لوضع العلف له.
صفاء علي – طرطوس