خاص || أثر برس كشفت نقيبة الصيادلة الدكتورة وفاء كيشي في حديث مع “أثر برس” أن الطلب على الأدوية النفسية شهد ازدياداً في الفترة الأخيرة، باعتبار أن الأزمات والحروب ترفع نسبة حدوث الاضطرابات النفسية.
وأضافت د.كيشي أن جزءاً من علاج بعض مصابي الحرب خاصة الذين باتت لديهم إعاقة دائمة يتطلب علاجاً نفسياً تحت إشراف طبي، مبينة في ذات الوقت عدم وجود أرقام حديثة لكميات استهلاك هذه الأدوية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن جميع الأشخاص المتضررين من الطوارئ تقريباً يعانون من ضائقة نفسية، ومعظمهم ستتحسّن حالتهم بمرور الوقت، ومن بين الأشخاص الذين شهدوا حروباً أو نزاعات أخرى خلال العشر سنوات الماضية، سيُصاب واحد من كل خمسة (22%) بالاكتئاب أو القلق أو اضطراب الكرب التالي للصدمة أو الاضطراب الثنائي القطب أو الفصام.
وأكدت د.كيشي لـ “أثر” أن بيع أدوية الأمراض النفسية في الصيدليات مضبوط عبر سجلات البيع والشراء التي يستلمها الصيدلاني عند انتسابه للنقابة، حيث يقوم بتسجيل أصناف الأدوية التي يشتريها من موزعي شركات ومعامل الصناعات الدوائية والأدوية التي تباع للمواطنين، ومنها الأدوية النفسية مع النوع والعيار وفاتورة الشراء والوصفة الطبية التي باع وفقها.
وأشارت إلى وجود بعض المخالفات التي تتابعها لجان تضم مختصين من وزارة الصحة والنقابة ولجان فرعية من نقابة الصيادلة التي تزور الصيدليات بشكل دوري للتحقق من التزام الصيدلي وتوفر الدواء وبيعه وفق التسعيرة النظامية، والتأكد من وجود أدوية مهربة، بالإضافة إلى التزام الصيدلاني بالتواجد في الصيدلية وغير ذلك من أمور تنظيمية إلى جانب متابعة سجل بيع الأدوية النفسية.
وأوضحت د.كيشي أن بيع الأدوية النفسية يكون وفق وصفة طبية نظامية فقط، فلا يجوز للصيدلي بيعها دون وصفة والتي تكتب وفق نموذج خاص، مشيرة إلى عزوف الأطباء عن استخدامها الأمر الذي يتطلب من نقابة الأطباء إلزامهم بها بغية ضبط بيع هذه الأدوية بدرجة تصل إلى 99%.
وكان أحد المرضى “الذي فضّل عدم ذكر اسمه” قال لـ “أثر”: “بالبداية كنت أذهب إلى الطبيب لكتابة وصفة دواء جديدة، ولكن الصيدلاني أصبح يعرفني ويقوم بإعطائي الدواء دون وصفة لتخفيف أجور زيارة الطبيب النفسي التي باتت مكلفة”.
في السياق ذاته، رصد موقع “أثر برس” آلية صرف الأدوية النفسية في الصيدليات، حيث اعتبر أحد الصيادلة أنه انطلاقاً من واجبه المهني والإنساني أن يدقق بالوصفة الطبية التي تتضمن أدوية نفسية، حرصاً على سلامة المريض، ويطلب وصفة جديدة في حال تكراره، فيما ذكرت إحدى الصيدلانيات أن وصفات الأدوية النفسية لم تعد ترد من اختصاصي الأمراض النفسية أو العصبية فقط بل من معظم الاختصاصات لوجود أمراض جسدية ذات منشأ نفسي وباتت “تُشاهد بكثرة”.