يعاني مركز “التلاسيميا” في دمشق نقصاً شديداً في المستلزمات الطبية كالأدوية ومضخات الدم، خاصة بعدما ألغت وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة شرط التبرع بالدم لاستكمال الوثائق الحكومية، والذي كان يعد مصدراً رئيسياً لسد حاجات المركز من الدم بشكل يومي.
ووفقاً لموقع “عنب بلدي”، فإن رئاسة مركز التلاسيميا رفعت عدة طلبات لمديرية الصحة في 24 من كانون الأول الفائت، منها “تزويد المركز بكادر صحي ومستلزمات طبية نظراً للنقص الحاد في الكادر ومواد المخبر، إضافة إلى إعادة النظر في آلية صرف الدم للمرضى والاستغناء عن إيصالات التبرعات أي يُصرف الدم حسب حاجة المريض دون للجوء للمتبرعين”.
وأوضح رئيس المركز الدكتور حسن ظاهر، أن المديرية لم تتجاوب مع هذه الطلبات حتى الآن، مضيفاً: “بينما زُود المركز بـ 75 مضخة دم من أصل 200 مضخة مطلوبة، ونظراً لقلة عددها سُلمت المضخات للحالات الحرجة”، بحسب الموقع المذكور أعلاه.
وتابع د.ظاهر: “المركز طالب بزيادة عدد ساعات وصل الكهرباء في المركز أثناء نقل الدم، وجرى تزويده بساعتين من الكهرباء يومياً”.
من جانبه، قال مدير المركز د.رامي نصر الله: “لم نتوقف عن العمل منذ سقوط النظام، لكن المشكلة ليست فقط نقص في توريد الدم، إنما بنقص الكهرباء أيضاً، فالمريض يحتاج إلى التدفئة في أثناء عملية نقل الدم، لأن المريض يتعرض للحساسية عند دخول كمية من الدم البارد إلى جسده، ما يؤدي إلى تسرع في ضربات القلب، قد يحتاج المريض إثرها إلى الإسعاف إلى أقرب مشفى”.
وأضاف نصر الله أن” المركز بحاجة إلى الكهرباء بمعدل أربع ساعات يومياً، لتشغيل التدفئة وأجهزة المخبر”، لافتاً إلى أنه “يعمل في المركز 5 ممرضين، 3 منهم مسؤولون عن تركيب القسطرة لحالات نقل الدم المتكرر لمن يعانون من تصلب في الأوردة، لكن المركز يحتاج إلى 8 ممرضين لتغطية الخدمات، وطبيب أمراض دم للاستشارة، وأخصائي أطفال”.
يشار إلى أن مركز التلاسيميا في منطقة الزاهرة الجديدة في دمشق يقدم خدمات لـ 1233 مريض تلاسيميا، و610 مرضى تلاسيميا منجلي، و504 مرضى فقر الدم المنجلي، إضافة إلى تقديم خدمات تحاليل ومتابعة علاج وخدمات نقل دم لـ84 مريضاً غير مصنف، كما يحتوي على 45 سريراً، وحوالي 60 كرسياً لنقل الدم، ومختبر شبه معطل بسبب نقص الأجهزة ومواد التحليل.
وكانت وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة ألغت وثيقة التبرع بالدم كشرط لاستكمال المعاملات الحكومية، كالحصول على رخصة القيادة ومصدقة التخرج، والكثير من المعاملات التي تحتاج إلى وثيقة التبرع بالدم.
جدير بالذكر أيضاً، أن العديد من مشافي دمشق لا سيما “المواساة والمجتهد”، تعاني منذ أسابيع، من النقص الكبير والحاد بالمستلزمات الإسعافية ذات الاستخدام اليومي، الأمر الذي يدفع بالأهالي لتأمين أصغر المستهلكات الطبية مثل “السيرنغات ونواقل السيروم” بأنفسهم، فضلاً عن تزايد المشاحنات بين الأهالي والأطباء، حيث قال مدير مستشفى “المجتهد ـ دمشق” محمد الحلبوني: “إن الأعداد الكبيرة التي يستقبلها إسعاف المجتهد يومياً، لا تتناسب مع عدد المستهلكات الموجودة”.