ساعة تلو الأخرى، تنقلب معادلة المعارك في بادية الشام رأساً على عقب، ولاسيما مع تغير خارطة السيطرة لصالح القوات السورية التي تعمد إلى توسيع نفوذها في منطقة الحدود السورية المشتركة مع العراق والأردن.
عقب السيطرة على مساحة تُقدر بـ 65 كلم على طول الطريق باتجاه بغداد خلال الأيام القليلة الماضية، تمكنت القوات السورية أمس من التقدم نحو مفترق الطريق الواصل بين دمشق وبغداد وتدمر، متجاوزة إياه نحو تلال صبيحية الاستراتيجية.
المعطيات الواردة تبيّن أن القوات السورية بمساندة حلفائها تركّز ضغطها بشكل رئيسي على محورين اثنين، الأول امتداد طريق دمشق-بغداد، والثاني محيط مدينة تدمر، أي نحو الشرق السوري بشكل عام.
يبدو أن قوات “التحالف الدولي” باتت تعد العداد بشكل أو بآخر للرد على هذا التقدم، ولاسيما أن بعض الفصائل المعارضة التي تحظى بدعم التحالف تنتشر في مناطق العمليات.
لا يقف الامر هنا، إذ أن واشنطن تخشى إتمام أي اتصال بري بين دمشق وبغداد، ولاسيما أن هذا الاتصال يعزز من قوة التنسيق بين القوات السورية من جهة وقوات الحشد الشعبي العراقية من جهة أخرى.
وكانت القوات السورية أمنت مطار السين الاستراتيجي الذي كان يتعرض في وقت سابق لهجمات مباغتة من قبل عناصر تنظيم “داعش”، وبالتالي أبعدت الأخير إلى مسافة أكثر من 50 كلم عن المطار، واستطاعت تأمين ريف دمشق في عمق يزيد عن 160 كلم.