كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن أن السعودية تلقت نبأ الانسحاب التدريجي لحليفتها، الإمارات من الحرب في اليمن بخيبة أملٍ كبيرة، وحاولت عبر ديوانها الملكي ثنيها عن هذه الخطوة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية بأن كلفة الحرب العالية جداً بالنسبة إلى أبو ظبي حالت دون الاستكانة إلى رغبة الرياض، ناقلة عن دبلوماسي غربي مطّلع على الملف قوله “إن مسؤولين كباراً في الديوان الملكي السعودي تدخّلوا في محاولة لثني الإمارات عن قرارها”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أشخاص مطلعون على موقف أبو ظبي أفادوا بأن الأخيرة تجنّبت إعلان قرارها بشكل رسمي، في محاولة للتخفيف من عدم رضى السعوديين عن هذا القرار، لكن مسؤولاً في السفارة السعودية في واشنطن نفى أن تكون المملكة غير راضية عن الانسحاب الإماراتي، مؤكداً أن البلدين “يبقيان متحالفين استراتيجياً حول أهدافهما في اليمن”، وأن “التبديلات العملياتية والتكتيكية خلال الحملات العسكرية هي أمور طبيعية، وتتمّ بالتنسيق مع التحالف”، في محاولة للتخفيف من صدى القرار الإماراتي.
وبحسب مسؤول إماراتي رفيع المستوى، تحدّث إلى الصحيفة، فإن الانسحاب يهدف إلى “دعم وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في مدينة الحديدة” ، وقال المسؤول نفسه إن “التزامنا تجاه اليمن لا يزال قائماً”، ولكنه أكد أيضاً أن الإماراتيين سئموا هذه الحرب، لكن السعوديين ما زالوا يؤمنون بالنصر العسكري.
ووفق الصحيفة، فإن المسؤولين الإماراتيين يقولون منذ أسابيع إنهم بدؤوا انسحاباً جزئياً وتدريجياً من اليمن، لكن دبلوماسيين عرباً وغربيين يؤكدون أن تقليصاً مهماً لعديد القوات الإماراتية في اليمن قد بدأ فعلياً، وما يدفعهم إلى ذلك، هو رغبتهم في الانسحاب من حرب أصبحت كلفتها عالية جداً، حتى إن عنى ذلك إغضاب حليفتهم السعودية.
وفي هذا السياق، يرى الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة، مايكل ستيفنز، أن الانسحاب يضع السعوديين أمام حقيقة تقول بأن هذه الحرب فاشلة، كما يُظهر لنا أن شريكي (تحالف العدوان) لا يملكان تصوراً واحداً لمعنى نجاح هذه الحرب.
يشار إلى أن السعودية والإمارات تشنان حرب على اليمن منذ سنوات أدت إلى سقوط آلاف الضحايا في صفوف المدنيين بعد آلاف الغارات الجوية التي لم تمكنها من تحقيق أي تقدم عسكري فعلي على الأرض.