أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن استفزازات رئيس بلادهم، دونالد ترامب لإيران، وخاصة بموضوع اغتيال قائد “فيلق القدس” الفريق قاسم سليماني أدت إلى انقسام متزايد بين المواطنين الأمريكيين.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته مساء الاثنين، إن ترامب تمكن خلال حملته الانتخابية السابقة قبل استحقاق 2016، من حصد دعم واسع من المواطنين وإعادة تشكيل حشود مؤيدي الحزب الجمهوري عبر انتقاداته اللاذعة لمشاركة الولايات المتحدة في حروب كثيرة بمنطقة الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى ما حصل في مدينة دوبيوك بولاية آيوا الأمريكية، حيث ألقى ترامب منذ نحو 4 سنوات كلمة صرح فيها: “أنا شاب لم يرغب في الذهاب إلى الحرب… كل ذلك أمر غير عادل وعبارة عن فوضى”.
وفي نوفمبر من العام نفسه، صوتت دوبيوك لأول مرة منذ 1956 لصالح مرشح جمهوري في انتخابات الرئاسة، حيث استطاع سيد البيت الأبيض الحالي حصد تأييد السكان المحليين الذين يتكونون بالدرجة الأولى من عمال بيض وكاثوليك، بوعوده حول وقف الحروب وسحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط.
ولفتت “نيويورك تايمز” في هذا السياق إلى أن “نجاح ترامب في طريقه إلى الولاية الثانية، في دوبيوك وأماكن كثيرة مماثلة، يتوقف بقدر كبير بسبب ظهور شبه نزاع جديد في الشرق الأوسط، وهذه المرة مع إيران”.
وأكد أحد مواطني دوبيوك، مارك بلوم، للصحيفة، تعليقاً على تصرفات ترامب: “كل ما يقوله هو إننا ننسحب من هناك ونخرج من هناك… لكن في الحقيقة ما يقوله وما يفعله أشياء مختلفة تماماً، وهذا ما لا يعجبني فيه، هو يعرض هؤلاء الجنود للخطر”.
وأوضحت “نيويورك تايمز”: “يجازف ترامب، في الوقت الذي لا يزال فيه التوتر في العلاقات مع إيران عالياً، ويدفع بعض ناخبيه للتساؤل حول طبيعته بصفة القائد العام للقوات المسلحة، هل هو الرئيس الذي دحر، كما يقول هو تنظيم داعش، ويوقف ما يصفه بالحروب التي لا نهاية لها، أو صانع القرارات المتضادة، الذي يأمر خلال 3 أشهر بسحب القوات من سورية وثم ينشر آلاف العسكريين الإضافيين (في المنطقة) للاستعداد لنزاع محتمل مع إيران، بعد القضاء على أحد أبرز جنرالاتها بضربة عن طريق طائرة مسيرة”.
واعتبرت الصحيفة في تقريرها أن “استفزازات ترامب لإيران زادت من انقسام البلاد المستنزفة بالمعارك السياسية المستمرة والفوضى على مدار 3 سنوات”.