أثر برس

“نيويورك تايمز” تصف حنا مينة بمؤرخ الفقراء

by Athr Press R

وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الكاتب السوري الراحل حنا مينة بـ”مؤرخ الفقراء والمضطهدين” في رواياته، كونه يعتبر أحد أوائل الروائيين العرب الذين استخدموا الواقعية الاجتماعية.

ووصف بسام فرنجية أستاذ اللغة العربية بكلية “كليرمونت ماكينا” في كاليفورنيا، الذي ترجم رواية مينة “الشمس في يوم غائم” مع كليمنتينا براون، بأنه “شخصية مهيبة” في الأدب العربي، وقال فرنجية لـ”نيويورك تايمز”: “كان حنا مينة دائماً يقف إلى جانب الفقراء ضد الأغنياء، وضد الفساد”. وأضاف “كان يقود ثورة أدبية في كتاباته من أجل خلق وعي جديد للشعب العربي”.

وتابع فرنجية: “الشمس في يوم غائم التي نشرت في عام 1973، استحوذت على جوهر عمل السيد مينة وحججه المركزية ضد الإمبريالية والقمع، تروي الرواية قصة شاب سوري ينحدر من عائلة النخبة خلال الانتداب الفرنسي لسوريا، ولم تحصل سوريا على الاستقلال لحين عام 1943”.

وكتب مينة طوال نصف قرن، وتم تحويل العديد من أعماله للسينما والتلفزيون، إلا أنه تمت ترجمة اثنان فقط من أعماله إلى اللغة الإنجليزية.

وعمل مينة في العديد من الوظائف عندما كان شاباً، فقد كان حلاقاً وبحاراً وحمالاً على الأرصفة قبل أن يشرع في كتابة المسلسلات للإذاعة العامة حتى بدأ بنشر القصص في الصحف السورية، قبل أن يشرع في كتابة المسلسلات للإذاعة العامة، لكن تلك الوظائف المبكرة بقيت دائماً معه، تعامل العديد من أعماله في وقت لاحق مع موضوع البحر، بما في ذلك أكثرها شهرة، “الشراع والعاصفة”، وتحولت بعض كتاباته إلى أعمال درامية وسينمائية مثل (نهاية رجل شجاع) التي قدمت في شكل مسلسل تلفزيوني و(الشمس في يوم غائم) التي تحولت إلى فيلم سينمائي و(بقايا صور) التي تحولت إلى فيلم من إخراج نبيل المالح.

والملفت أن مينة نشر قبل عقد من الزمن وصية جاء فيها “عندما ألفظ النفس الأخير، آمل، وأشدد على هذه الكلمة، ألا يذاع خبر موتي في أية وسيلة إعلامية، مقروءة أو مسموعة أو مرئية، فقد كنت بسيطاً في حياتي وأرغب أن أكون بسيطاً في مماتي”.

وخاض مينه المعترك السياسي باكراً وناضل ضد الانتداب الفرنسي الذي عاشته سوريا حتى أربعينيات القرن الماضي، إلا أنه انسحب من السياسية بعد ذلك وكرس وقته للكتابة، وقال في أحد الأيام “أنا كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين فالكفاح له فرحه، له لذته القصوى، عندما تعرف أنك تمنح حياتك فداء لحياة الآخرين”.

وقد فاز الكاتب بجوائز أدبية عدة من بينها “جائزة نجيب محفوظ للكاتب العربي” من اتحاد كتاب مصر العام 2006، كما تخصص وزارة الثقافة السورية جائزة سنوية تحمل اسم حنا مينة.

وعن مهنة الكتابة التي شق طريقه إليها عبر حياة اتسمت بالشقاء كان حنا مينة يقول: “مهنة الكاتب ليست سواراً من ذهب، بل هي أقصر طريق إلى التعاسة الكاملة”.

اقرأ أيضاً