نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مقالاً للكاتب “جون والتير” يتحدث فيه عن خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي جاء مخيباً لمنتظريه، بعد أن وعد الرئيس التركي بكشف كل الحقائق التي يمتلكها، لكنه أخفاها لأسباب خفية.
وجاء في المقال:
سبق النظام السعودي أردوغان بالإعلان عن وفاة جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، قبل عدة أيامٍ من خطابه أمام حزبه وأنصاره، حيث لم يعطِ الرئيس التركي أي معلومة جديدة.
وتحدث الرئيس التركي أمس بلغة لا يمكن تقييمها بمعزل عن كل التسريبات التركية التي سبقت خطابه، ولا يمكن إعطاء صك البراءة للنوايا التركية عن تلك التسريبات التي تم تعزيز تأثيرها بخطاب الرئيس أوردغان الذي سبق موعد إلقائه التحضير الدعائي والتسويقي له منذ أيام، ليتمكن العالم من الاستماع له، ومتابعته، ضمن التكثيف الإعلامي المهيأ لإحراج المملكة.
وبدا أردوغان وكأنه طرح تساؤلات جديدة أكثر من كونه أجاب عن استفهامات سابقة، فلم يطرح أي فرضية جديدة لحادثة المقتل، أو يعطي دليلاً جديداً على توريط النظام السعودي.
وعلى ما يبدو أن الدولة التركية لا ترغب في إغلاق ملفات ما جرى في القنصلية، بل تسعى لشراء الوقت وتراوغ، وترغب في تحقيق فوائد لا تقل عن إزاحة المسؤولين عن توتر العلاقة بين الرياض وأنقرة.
وعكس ما كان متوقع أن يفجر خطاب أردوغان الأروقة السعودية ويضيف فصولاً جديدة حاسمة لقصة خاشجقي، هدأت الصحف العالمية عن الكثافة التي كانت تعمل بها حول اتهام السعودية وعلى ما يبدو أن مفعول القنبلة الخاشقجية، بطل قبل أن يبدأ، فلا يمكن لأردوغان تحمل عقبات اتهام محمد بن سلمان لوحده، ولعل ما تحت الطاولة “التركية – السعودية – الأمريكية” يخبئ ما قد ينجلي في المستقبل.