أثر برس

“هآرتس”: الأسد حسم عملياً الحرب وتنحيته لم يعد مطلباً قابلاً للتطبيق

by Athr Press Z

نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تقريراً تحدثت فيه عن وجود خلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”، في عدة ملفات، كاشفة عن وثيقة أصدرتها الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن تحت عنوان “دليل مؤقت لاستراتيجية الأمن القومي”.

ومن جملة القضايا التي تشهد خلافات في الرأي بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” هي سوريا، حيث قالت الصحيفة: “منذ سبع سنوات، أوصت “إسرائيل” أن تعمل إدارة أوباما على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ورفضت الإدارة ذلك، الآن انقلبت المواقف، الأسد حسم عملياً الحرب بمساعدة روسية وإيرانية هائلة، على الرغم من أن سوريا لا تزال في محنة كبيرة واستمرار وقوع حوادث محلية بأحجام كبيرة في المناطق التي فيها سيطرة الدولة السورية قليلة، لكن الأمريكيين الآن هم يطالبون بإزالة الأسد، كشرط مسبق لتسوية في سوريا، بينما تعتقد “إسرائيل” أنه لم يعد مطلباً قابلاً للتطبيق”.

وبحسب وثيقة الأمن القومي الأمريكي المؤقتة فإن إدارة بايدن ستسعى إلى تحديد “الحجم الصحيح” للوجود العسكري في الشرق الأوسط ” واصفة التزام الولايات المتحدة بأمن “إسرائيل” بأنه “صارم”، ولكن في نفس الوقت، تذكر الإدارة أن القوة العسكرية ليست هي الحل لمشاكل المنطقة وأن “الشيك المفتوح” لن يُمنح لأصدقاء الولايات المتحدة لاستخدام القوة تنتهك خلاله القيم التي تؤمن بها، بحسب الصحيفة، مشيرة إلى أن أمريكا تنظر إلى الصين على أنها التهديد الاستراتيجي الرئيسي لها، وروسيا تأتي بعدها، لم يرد ذكر “إسرائيل” في الوثيقة إلا مرة واحدة ولم يتم ذكر حلفاء أمريكا الآخرين في المنطقة، مثل السعودية ومصر على الإطلاق.
وتابعت “هآرتس” أن الاطلاع على الوثيقة يعزز الانطباع بأنه بصرف النظر عن استمرار الموقف المتشدد تجاه الصين، تسعى الإدارة الجديدة إلى إحداث تحول شبه كامل من الإرث المشكوك فيه للرئيس السابق في مجال العلاقات الخارجية، أما بالنسبة للشرق الأوسط، فإن بايدن ورجاله يسعون جاهدين للتدخل المحدود فقط.

وتُظهر الوثيقة أن الإدارة تحدد إيران على أنها مشكلة، لكنها من وجهة نظرها تتطلب معالجة نقطوية، وليس استراتيجية شاملة، بالنظر إلى التوترات بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، لن يكون الرد جزءاً من سياسة منسقة مع القوى الأخرى. ومع الكيلومتراج السلبي (العداد) لعلاقات بايدن مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو،يبدو أن تأثير “إسرائيل” سيكون محدوداً، على الأقل طالما لم يتم تشكيل حكومة بديلة.

وكما شددت “هآرتس” في الوقت ذاته أنه يتوجب على “إسرائيل” أيضاً أن تعترف بمحدوديتها، الهجمات المتعددة في إطار المعركة بين الحروب، وأيضاً اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج، تعمل على تحسين مكانتها، لكنها لا تفرض انعطافة استراتيجية على كل المنطقة، لافتة إلى أن ترامب لم ينجح في ثني الإرادة الإيرانية، ويبدو أن اتفاق طهران الموقع مع الحكومة الصينية قبل أسبوع قد يوفر لها دعماً اقتصادياً قوياً إلى حد ما للسنوات القادمة، حيث ذكر موقع “Politico” الإخباري الأمريكي في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة ستقدم قريباً اقتراحاً جديداً لإيران، بهدف إعادة الاتفاق النووي إلى طاولة المفاوضات، والذي انسحبت منه إدارة ترامب في أيار 2018.

وأوضحت الصحيفة العبرية في هذا الإطار أن “نافذة الوقت ضيقة” مشيرة إلى أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية ستجرى في حزيران المقبل، ويمكن اعتبار القضية النووية حساسة للغاية بالنسبة للمفاوضات خلال الحملة الانتخابية، مشددة على أنه مر ما يقرب من عامين “منذ تراكمت انتهاكات إيران للاتفاق النووي”، رداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وتجديد العقوبات، “إسرائيل” تحذر من هذه الخروقات التي تختصر الوقت الإيراني للولوج إلى القنبلة، لكن هناك مسؤولين في الاستخبارات يعتقدون أن هذه إجراءات تحد بشكل أساسي، وتهدف إلى استئناف المفاوضات بشروط مريحة لطهران، وفي ظل الاتصالات الأولية التي أدت إلى المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، تتواصل العمليات الهجومية المنسوبة لـ “إسرائيل”، إلا أن التقرير في “وول ستريت جورنال” والتفاصيل الإضافية التي ظهرت في صحيفة “هآرتس” أزالت بعض الغموض عن الحرب الاقتصادية-وسلسلة العمليات البحرية ضد ناقلات النفط من إيران إلى سوريا، والتي حصل معظمها في البحر الأبيض المتوسط.

وأضافت “هآرتس” أنه “بذات الوقت تتواصل الضربات الجوية والهجمات السيبرانية المتبادلة. خلف بعض الهجمات الأخيرة، مثل تلك التي تعرضت لها شركة التأمين شيربيت قبل بضعة أشهر، تم في إسرائيل تشخيص بصمات إيرانية بعضها مرتبط بشكل غير مباشر بالنظام، ومن المتوقع أن يستمر تبادل الضربات من قبل الجانبين، كما يقف الإيرانيون وراء هجومين استهدفا سفينتين تجاريتين إسرائيليتين، وقعا في غضون شهر تقريباً، وعلى الرغم من عدم اهتمام إيران و”إسرائيل”، وكذلك حزب الله، بمواجهة عسكرية واسعة النطاق، يبدو أن المعركة بين الحروب بتشعباتها المختلفة، تترك الاستقرار الإقليمي النسبي على المحك”.

واعتبرت “هآرتس” أنه يكفي الآن أن تنحرف قنبلة “إسرائيل” عن هدفها في أحد الهجمات وتقتل مستشارين إيرانيين أو عناصر من حزب الله، من أجل تدهور الأطراف إلى يوم قتالي يتم خلاله تبادل النيران الثقيلة، وعندما يتم النظر في حجم الهجمات في السنوات التسع الماضية، من الغريب أن هذا لم يحدث حتى الآن.

أثر برس

اقرأ أيضاً