حدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم أهداف السياسة الخارجية التركية في السنوات الخمس المقبلة، مشيراً إلى أن أنقرة ستواصل العمل لتعزيز مكانتها في الساحة الدولية بصفتها لاعب مستقل يسعى ليكون أحد مؤسسي نظام عالمي جديد.
وفي كلمة له أمام المؤتمر الرابع عشر للسفراء الأتراك في المجمّع الرئاسي بأنقرة، قال فيدان: “سنعمل بلا كلل لتعزيز مكانة تركيا بصفتها لاعب مستقل تماماً ومؤثر يحدد الأجندة الدولية ويضع عند الضرورة قواعد اللعبة أو يغيرها”، لافتاً إلى أنّ “النظام الدولي الحالي لا يمكن أن ينتج السلام والعدالة والاستقرار لجزء كبير من العالم”، وفقاً لما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وفيما يتعلّق بالشأن السوري، قال وزير الخارجية التركي، إنّ “تركيا ستظل المدافع الرئيس عن حل النزاع في سوريا من خلال عملية سياسية وعلى أساس وحدة أراضي سوريا”، مضيفاً: “سنسرّع عملية العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين”.
وأكد فيدان أنّ “بلاده ستبذل جميع الجهود لمنع تحول سوريا إلى ملجأ للمنظمات الإرهابية وساحة للحروب بالوكالة”، مشدداً على أن تركيا “لن تترك التنظيمات الإرهابية الموجودة فيها والقوى التي خلفها يغمض لها جفن”.
وفي سياق ذلك، أشار الصحفي التركي المقرّب من حزب “العدالة والتنمية” عبد القادر سيلفي في مقال نشره في صحيفة “حرييت” التركية، إلى “أهمية اللقاء المرتقب بين الرئيس بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان”، معتبراً أنه يهدف إلى ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بأمان.
يأتي ذلك في وقتٍ كثّفت فيه تركيا مؤخراً أعمالها في ملف اللاجئين السوريين لإعادتهم إلى مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها شمالي سوريا، وفي هذا الصدد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تموز الفائت: إنّ “تركيا تخطط لضمان عودة نحو مليون لاجئ على أراضيها إلى سوريا، مضيفاً: “ستستمر عودة اللاجئين إلى وطنهم مع ارتفاع مستوى الأمن والاستقرار في سوريا، حتى الآن، عاد ما يزيد عن 600 ألف لاجئ إلى البلاد، ونخطط لضمان عودة مليون لاجئ إلى وطنهم”.
وفي السياق نفسه، أكد وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، الذي أنه تمت إعادة أكثر من نصف مليون لاجئ سوري إلى سوريا، وعن المكان الذي تم نقل اللاجئين السوريين إليه، قال كايا: “نتيجة الخدمات التي وفرناها للشمال السوري، عاد ما يزيد عن 500 ألف سوري إلى بلادهم طوعياً وبأمان”، موضحاً أن “عدد سكان مدينة جرابلس شمالي سوريا بلغ مئات الآلاف بسبب العودة الطوعية الناجمة عن الخدمات التي نقدمها هناك”، وفقاً لما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وكان أردوغان أكد في 13 تموز الفائت أهمية منع المهاجرين السوريين دخول تركيا وخصوصاً من شمال غربي سوريا، وشدد على نقل من يقبض عليهم إلى ملاجئ أو منازل للمهاجرين، مع ضرورة حصر هذا العمل بأسلوب أكبر، ومنع الهجرة من أماكنها، لافتاً في الوقت نفسه إلى العمل لعودة اللاجئين السوريين الطوعية، وفقاً لما نقلته صحيفة “يني شفق” التركية.
وتسعى تركيا منذ أيار 2022 للدفع بمشروع “العودة الطوعية” للاجئين السوريين إلى سوريا، بعد تصريحات أطلقها الرئيس التركي، تضمنت حديثاً عن إقامة منازل وتأمين مأوى وسبل حياة في المناطق التي يعود إليها اللاجئون شمال غربي سوريا.
وفي 24 من أيار الفائت، كشف وزير الدفاع التركي السابق خلوصي آكار، عن 3.3 مليون محاولة عبور “غير قانوني” من سوريا إلى تركيا، وفق بيان وزارة الدفاع التركية.
أثر برس