أثر برس

“هبول التين” من منتج ريفي تراثي في سورية إلى سلعة تجارية تدعم معيشة الفلاح

by Athr Press G

خاص || أثر برس تتحضر عائلة أبو عماد مع بداية شهر أيلول من كل عام للبدء بالتسويق لمحصولهم الريفي الغني بالمعادن والفيتامينات من (الهبول)، وهو التين المجفف المطحون والمعرض للبخار لتتم عملية “تهبيله” ليصبح طرياً وإعادة عجنه وتشكيله في قوالب قبل بيعه، ومن هنا جاءت تسميته بالهبول.

يروي أبو عماد لـ “أثر برس” بأن منطقة مصياف تشتهر بزراعة التين البعل غير المروي وهو ما يكسبه مزايا إن كان لناحية النكهة اللذيذة أو لجهة إمكانية تخزينه لفترات طويلة.

ويتنوع التين في سورية بأسمائه وأصنافه وخاصة في المناطق التي تتركز زراعته فيها ومنها منطقة مصياف وقراها وريف حمص فهناك التين السماقي والبورطاطي والخضراوي والصفراوي والشبلاوي والبريغلي، والتين الأحمر.

و”هبول” التين بات من المأكولات المشهورة مؤخراً مع ارتفاع الطلب عليه نتيجة تحسن التسويق بعد انتشار فوائده عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي لعبت دوراً هاماً في التسويق كونها مجانية ومباشرة.

وأصبحت صفحات “الفيسبوك” تمتلئ منذ بداية شهر أيلول بصور (هبول) التين المعروضة من قبل الفلاحين والتجار أيضاً وبأسعار تنافسية.

ويوضح أبو عماد بأن المأكولات الريفية كان الطلب قليلاً عليها في السابق، نتيجة قلة العرض، وضعف التسويق وانخفاض أسعارها غير المشجعة للتجارة بها، فكانت تخزن كمؤونة لفصل الشتاء وليس للتجارة، ومنها منتجات دبس العنب وهبول التين والزبيب والخل وغيرها.

ولكن وبرأي أبو عماد، الأزمة وسنوات الحرب على سورية لعبت دوراً هاماً في إظهار أهمية هذه المنتجات فأصبح الفلاح السوري يبحث عن مصادر دخل إضافية نتيجة خسائره الكبيرة، فكانت المأكولات الريفية التراثية المصنعة يدوياً في البيوت إحدى هذه المصادر، لدعم دخل الفلاح.

ولعب السعر دوراً رئيسياً في تشجيع الفلاحين على الاهتمام بهذا المنتج، فبعد أن كان سعر الكيلو غرام الواحد من التين الأخضر الطازج لا يصل إلى الخمسين ليرة سورية في أحسن أحواله قبل الحرب، بات الآن يتجاوز الألف ليرة سورية، وإن تم تجفيفه أو كما يسمى (المسطوح) وشكه بالخيطان (القلايد) فإن السعر يرتفع ويصل لحوالي 3 آلاف ليرة سورية، وإن تم طحنه وعجنه ليصبح (الهبول) فإن السعر يصل لـ4 آلاف ليرة سورية أو أكثر، ويختلف السعر بحسب نوعية التين وما يتم إضافته له خلال تصنيعه.

فالبعض يضيف إليه المكسرات كالجوز، أو جوز الهند أو قشرة القمح، كما تحدثت السيدة أم عماد، مضيفة بأنهم يبيعون سنوياً قرابة 50 كيلو غرام من التين المجفف و(الهبول) ما يدعم وضعهم المادي الضعيف كما هو حال الكثير من الفلاحين في سورية.

يذكر أن شجرة التين تنتشر زراعتها في المناطق الجافة وشبه الجافة في سورية ويصل الإنتاج السنوي إلى أكثر من ٥٠ ألف طن، وله العديد من الفوائد الصحية إن كان طازجاً أو مجففاً لغناه بالمعادن والفيتامينات وأشهرها الكالسيوم والحديد والمنغنيز والبوتاسيوم بالإضافة إلى الأوميغا 3 والأوميغا 6 والأحماض الدهنية.

علي سليمان

 

اقرأ أيضاً