أثر برس

هذا ما يعنيه شن عملية عسكرية جنوبي سوريا

by Athr Press Z

انتهت عملية الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، وانتقلت القوات السورية بعملياتها إلى جنوبي دمشق لاستعادة المناطق التي لا تزال موجودة تحت سيطرة تنظيمي “داعش وجبهة النصرة” وفصائل معارضة أخرى، والحديث يدور الآن حول عمليات عسكرية في الجنوب السوري عند الحدود مع الأردن، مما يهدد الكيان الإسرائيلي، وتزامن هذا الحديث مع كشف وكالة “سبوتنيك” الروسية أول أمس الخميس عن استعداد فصائل المعارضة في الجنوب السوري لتأسيس منطقة حكم ذاتي بإدارة أمريكية، مما دفع المحللين في الصحف العربية والغربية للحديث عن خلفيات هذه العملية داخل سوريا وخارجها.

واعتبرت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية أن هذه العملية تعني الضرب بعمق المعارضة السورية التي لم تحقق أهدافها، فقالت في صفحاتها:

“إن استعداد القوات السورية للهجوم على قلب الثورة السورية بمحافظتي درعا وإدلب، بعد سيطرتها على الغوطة الشرقية، دقّ أجراس الإنذار في الأردن وإسرائيل… والأجهزة الأمنية الأردنية تراقب عن كثب وبقلق تطورات الأوضاع في جوارها السوري”.

وفي “رأي اليوم” اللندنية جاء:

“الحلف العسكري والأمني الجديد الذي يتبلور حالياً، ربّما يتحوَّل إلى حلف عسكري للتَصدي للقوّات الأمريكية إذا بقيت في سوريا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، أو لأي قوّات عربية يمكن أن تحل مَحلها، الخشية كل الخشية أن تتورَّط السعوديّة في الشَمال الشرقي السوري، والأردن في الجنوب الغربي رضوخاً للإملاءات والإغراءات الأمريكيّة معاً، وآخر الإغراءات عرض من الرئيس ترامب تصبِح من خلاله السعوديّة حليف استراتيجي لأمريكا من خارِج حِلف النِّاتو، وفي الخانة نَفسِها التي تَضُم إسرائيل والأُردن”.

أما “سفوبودنايا بريسا” الروسية، فأكدت أن هذه الخطة الأمريكية عبارة عن جيوب بإدارة أمريكية لتخدم أهدافها في سوريا، حيث ورد فيها:

“تهدف الخطة الأمريكية إلى إنشاء جيوب في الأراضي السورية، ستحميها القوات المسلحة الأمريكية، بما في ذلك بالطيران، هذه الجيوب ستكون بمثابة قواعد لتشكيل مجموعات مسلحة تهاجم سوريا بلا نهاية”.

وتناولت صحيفة “القدس العربي” مصير الأردن في حال تمت هذه العملية، فقالت:

“هناك قراءة أردنية ذات بعد عميق ومعلوماتي تتحدث عن رغبة دمشق في تقديم عمان لأدلة وبراهين تثبت بأن أي تبادل للثقة بين الجانبين سيُعزل عن إسرائيل، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بحيثيات لها علاقة بجنوبي سوريا وحدود شمالي الأردن، ومصالح عمان الأمنية اليوم تتطلب تأسيس مسافة مع السيناريو الإسرائيلي، فالقراءة الأردنية لمسار البوصلة والاحداث بهذا المعنى تحاول المضي قدماً وسط حقل من الألغام حيث معطيات وتقديرات ومعلومات مستجدة ولها أثر كبير تدفع الأردنيين لقرع كل أجراس الإنذار ترقباً لأي مفاجآت”.

يبدو أن تهديدات مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي حول احتمال انتقال عمليات القوات السورية إلى إدلب، في الوقت الذي تشهد فيه جبهات الجنوب السوري تقدم للقوات السورية واقترابها من حدود الجولان المحتل والأردن، دفع واشنطن إلى اتخاذ خطوات وقرارات سريعة لحماية جنودها من جهة ولحماية حدود حلفاءها من جهة أخرى، فطرحت في المرحلة الأولى احتمال استبدال قواتها بقوات عربية في مناطق تواجدها شمالي سوريا، وفي المرحلة الثانية تحدثت عن منطقة حكم في الجنوب السوري بإدارة أمريكية لحماية حدود فلسطين المحتلة من تقدم القوات السورية وحلفاؤها، مما وضع حليف كل من أمريكا و”إسرائيل” الأردن في مطب ضرورة الحفاظ على علاقتها مع واشنطن والكيان الإسرائيلي من جهة، ومن جهة أخرى الحفاظ على سلامة علاقتها مع سوريا.

اقرأ أيضاً