تتكرر مأساة اللاجئين السوريين في لبنان بشكل دائم في مخيمات اللجوء، لكن هذه المرة ليس بفعل الطبيعة أو خطأ فردي، بل بسبب إقدام شبان على إحراق مخيم “بحنين” بالمنية (شمالي لبنان)، مُشردين بذلك أكثر من 100 عائلة.
وبعد نحو 10 أيام على إحراق المخيم، ما زالت العائلات السورية مشتتة في عدة مخيمات أخرى منتشرة في منطقة الشمال، ووجدت أخرى مأوى عند عائلات لبنانية بشكل مؤقت.
واشتكى لاجئو مخيم “المنية”، من ضيق الأماكن التي نُقلوا إليها، إذ تعيش كل ثلاث أو أربع عائلات في خيمة واحدة لا تتعدى مساحتها أربعة أمتار، بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” التركية.
وأصبحت عائلات مخيم “المنية” تعيش ظروفاً أصعب مما كانت عليه قبل حادثة إحراق المخيم، إذ وجدوا أنفسهم مرة أخرى يكابدون هجرة قسرية رمت بهم إلى العراء والجوع والعيش على المساعدات.
وكان شبان لبنانيون، أقدموا على إحراق مخيم للاجئين السوريين بمنطقة المنية، في 26 من الشهر الماضي، بسبب إشكال فردي، ما تسبب باحتراق 100 خيمة، وتشريد أكثر من 750 لاجئاً سورياً.
وقال أحد اللاجئين: “خرجت مع أطفالي من الخيمة لإبعادهم عن الحريق وبتنا ليلتنا الأولى في العراء والبرد القارس حيث لم يكن لدينا جهة تأوينا”.
وأضاف أن أولاده قد أصابهم المرض من البرد في تلك الليلة، وانتابهم الخوف لعدم وجود مأوى لهم وفقدانهم كافة أغراضهم وحاجياتهم.
وتابع: “اللبنانيون الذين استقبلونا في منازلهم سينتظرون حتى نرتب أمورنا في أقرب وقت ممكن، والكثير من الجمعيات الخيرية أرسلت مساعدات عاجلة باستثناء الأمم المتحدة”.
بينما قال لاجئ آخر، إن بعض سكان المخيم وجدوا لهم مأوى عند بعض أهالي المنطقة من معارفهم أو في مخيمات أخرى في المنية عند أقارب لهم.
في حين تحدث لاجئ ثالث، عن الإقامة في مخيم “أبو عسكر” القريب من المخيم المحترق، مضيفاً: “ليس لدينا أقارب، ونحن ثلاث عائلات في خيمة واحدة لم يقدموا لنا سواها”.
وأشار إلى وجود “مشكلة في المنامة والحمامات لأن المكان لا يتسع للجميع (..) نحن ننام فوق بعضنا البعض”.
كما تحدث لاجئة خمسينية، قائلة: “نحن هربنا من الموت في سوريا وجئنا إلى لبنان لكننا وجدنا الموت هنا أيضاً”.