صفاء قرحاني فتاة لبنانية من بيئة محافظة تعيش في عكار، تلتزم بالقوانين التي فرضها المجتمع الذي يعتبر العديد من الأمور حكراً على الرجال فقط.
وشغف صفاء في كرة القدم دفعها للتمرد على هذه القوانين، لتثبت أن لا شيء يعصى على المرأة، إذ تمكنت صفاء التي تلقب بـ”ميسي عكار” من تأسيس فريق كرة قدم نسائي في المحافظة اللبنانية المذكورة، وذلك بعدما اختارها مدرب كرة القدم اللبناني حسن أحمد، للتعاقد معها وتأسيس هذ الفريق.
حيث نشرت صحيفة “La Nation” الأرجنتينية تقريراً عن صفاء، قالت فيه: “صفاء لا تشبه ميسي إلى حد كبير في أسلوب اللعب، بل ربما هي أكثر شبهاً بالمهاجمة البرازيلية مارتا فييرا دا سيلفا، التي تعد أفضل لاعبات كرة القدم في التاريخ”.
وأفادت الصحيفة بأن صفاء قرحاني، خلال مرحلة طفولتها كانت تراقب أبناء عمها خلسة وهم يلعبون كرة القدم في فناء المنزل على الرغم من أن مشاكل الكهرباء في لبنان، كانت تحول دون مواصلتهم للعب أثناء الليل، وعادات عائلتها تمنعها من مشاركتهم اللعب‘ إلا أن في إحدى المناسبات، اقترحت صفاء أن توفر لأقاربها الشموع والمصابيح، مقابل أن تلعب معهم سراً.
وأضافت الصحيفة أنه بعد فترة من لعب كرة القدم سراً في ظلام الليل، تمكنت صفاء أخيراً من ممارسة هوايتها نهاراً، أمام جيرانها، إلى أن شاركت في مباراة نظمها أبناء عمومتها ضد لاعبي منطقة جونيه، وبما أن مشاركة النساء في اللعب غير مقبولة تنكرت صفاء عبر ارتداء قبعة “شيكاغو بولز” وقميص رمادي.
وتمكنت الفتاة اللبنانية خلال المباراة من تسجيل 3 أهداف لصالح فريقها، وفي نهاية المباراة وأثناء الاحتفال بأهداف اللاعب المجهول، نزعت صفاء قبعتها وتركت شعرها المجعد ينزلق على كتفها، في ذلك الوقت، كانت على يقين بأن تسجيلها لثلاثة أهداف عامل من شأنه أن يغفر لها مشاركتها في مباراة للرجال.
وبعد هذه المباراة حصلت صفاء على فرصة تأسيس فريق كرة قدم للفتيات، وتمثلت مهمتها الأولى بإقناع فتيات جيلها للمشاركة في الفريق، مؤكدة أن والدها كان المشجع الوحيد لها في مشروعها الذي تحدت فيه قوانين مجتمعها.