يحاول المسؤولون الإسرائيليون في الأيام القليلة الماضية الإدلاء بتصريحات تحمل طابع التهديد لشن الحرب، بعد جميع التقارير التي نشرتها الصحف العربية والعبرية والتي تنقل حالة الرهبة التي يعاني منها الداخل الإسرائيلي، فبالأمس رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” هدد إيران بالحرب، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يصف كلامه بـ”سيرك كاريكاتوري”، لكن آراء المحللين تدل على أن كل طرف ستكون أولويته في الدرجة الأولى هي الحفاظ على مصلحته وتحقيق هدفه من أي تحرك.
فجاء في صحيفة “العرب” اللندنية:
“لعلّ التحوّل الذي شهدته سوريا في ظل حرب استمرت سبع سنوات، وهي حرب ما زالت في بدايتها، وجود خطوط عريضة لتفاهم أميركي – روسي، وليس سرّا أن ثمة تفاهما أميركياً – روسياً على عدم تجاهل الدور التركي، وإن بشكل محدود، مع اعتراف بأهمية تركيا في الشمال السوري وبهواجسها الكردية، هذا ما كشفته زيارة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون لأنقرة وتصريحاته، بعد لقاء كبار المسؤولين الأتراك، اعتبر تيلرسون أن أميركا وتركيا تعملان من أجل الهدف نفسه في سوريا”.
وتحدثت صحيفة “لوموند” الفرنسية عن العلاقة الروسية – الإسرائيلية، حيث ورد فيها:
“بخصوص روسيا، كان رد فعل نتنياهو على تدخلها المباشر في سوريا منذ أيلول 2015 إيجابياً، خصوصاً أن لنتنياهو علاقات شخصية وطيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وطدتها لقاءاتهما الثنائية المتكررة، وقد اتفق الجانبان على ترتيبات عسكرية معقدة مكنت كلاً منهما من توجيه ضربات في سوريا دون توتر بين الجيشين”.
وتناولت صحيفة “الدستور” الأردنية عن الموازين الجديدة التي فرضتها المرحلة الجديدة، في ظل الحديث عن حرب:
“في ظل هذه المعطيات التي تُوجت بسقوط الطائرة الأميركية-الإسرائيلية على يد قوات الدفاع السوري، عاكسة التماسك السائد في سوريا، ما يؤكد أن ثمة متغيرات حاضرة في هذا الجزء من العالم العربي، وإن لم ينتصر، ولكنه لم يهزم، وأن التحالف الأميركي-الإسرائيلي وأدواتهما ومن يتبعهما ومن يسير في مخططاتهما، وإن لم يُهزم بعد، فقد تحول إلى مشهد عار فاقد لأي شرعية ولأي منطق ولأية ذرائع أمام شعوب العالم العربي الأكثر يقظة في مواجهة سياسات العدو الإسرائيلي ومن يتحالف معه”.
أما “الحياة” السعودية فنشرت في صفحاتها:
“مع سقوط الطائرة الروسية ثم الإسرائيلية اهتزت التفاهمات بين المتصارعين الدوليين والإقليميين، حتى “مناطق خفض التوتر” أرادتها موسكو مجرد هدنات مؤقتة لتعزيز المواقع الميدانية للنظام وترجيح كفته العسكرية، تمهيداً لسوق أطياف المعارضة إلى تسوية سياسية ترسمها هي وحدها من دون أي طرف داخلي أو خارجي، لذلك لم تصمد هذه “الهدنات”، ولذلك أيضاً تعثرت وتتعثر كل جولات التفاوض”.