خاص|| أثر برس مع قدوم العام الجديد ما زالت بعض العائلات تحافظ على عاداتها الاجتماعية كوجود الروزنامة “التقويم” على جدران منازلها، في الوقت الذي تلاشت فيه هذه العادة عند عدد من العائلات مع وجود “الموبايل”.
أسيل (موظفة) تقول لـ “أثر”: “على الرغم من ارتفاع سعرها هذا العام فإني مضطرة لشراء الروزنامة لتدوين مواعيد معينة كي لا أنساها إضافة إلى معرفة تاريخ اليوم، وأنا من الأشخاص الذين لا يحبون معرفة التاريخ من شاشة الموبايل إنما عندما أستيقظ بنظرة واحدة أشاهد التاريخ على الروزنامة”.
أما الحاج أبو حسان أكد لـ “أثر” أن لديه فضول يومياً بأن يزيل ورقة الروزنامة صباحاً وقراءتها والتعرف إلى أوقات الصلاة ومواعيدها، متابعاً: “أيضاً هي تذكرنا بأن عاماً من حياتنا قد مضى”.
أيضاً، أم محمد ذكرت أن للروزنامة وقعاً خاصاً لديها مرتبطاً بذكريات الماضي قبل وجود “الموبايل”، مضيفة لـ”أثر”: “ما زلت كل صباح أحرص على إزالة ورقة الروزنامة وأقرأ المكتوب عليها، وهي عادة لها خصوصيتها عندي”.
بدوره أحمد (موظف) يعتبر أن الروزنامة حاجة ملحّة لا يمكن الاستغناء عنها، وعدد من الناس لا يستطيعون الاستغناء عنها لمعرفة المناسبات والأيام والتاريخ ومواقيت الصلاة تحديداً.
كما، يقول سمير: “اشتريت واحدة لأن زوجتي تطلبها كل عام وتكاد تنظم حياتها على أوقاتها”، في حين تضيف رؤى: “أدمنت هذه العادة منذ أن كنت في بيت أهلي، واليوم أصبحت أماً وأكرر الشيء نفسه بهدف معرفة الأيام والتواريخ والاستفادة مما يُكتب فيها من حكم ومواعظ”.
بينما، ترى راما وزميلاتها (طالبات جامعة) أنه لم تعد هناك أهمية للروزنامة بوجود الموبايل.
وفي السياق، رصدت مراسلة “أثر” أسعار الروزنامات في المكتبات بمنطقة “الحلبوني” بدمشق، إذ لوحظ أنها ارتفعت ضعفاً عن العام الفئات.
وقال صاحب إحدى المكتبات لـ “أثر”: “توجد أشكال ومقاسات متنوعة، إذ تباع الروزنامة الكبيرة (الجدارية) بـ 16 ألفاً والصغيرة بـ 10 آلاف”، مضيفاً: “أسعارها ارتفعت بنسبة 50% فالروزنامة الصغيرة كانت تباع العام الفائت بـ 4500 والكبيرة كانت بـ 8 آلاف”.
وفيما يخص التقويم المكتبي (الذي يوضع على الطاولة والمكتب) فقد وصل سعره هذا العام إلى 13 ألفاً بعد أن كان بـ9000 ليرة.
وكذلك الأجندات “المفكّرة” لم تسلم من الغلاء، إذ ارتفع سعر الأجندة الكبيرة قياس 17×25 إلى 40 ألفاً بعد أن كانت العام الماضي بـ25 ألفاً، أما الأجندة الصغيرة قياس12×17 فسجلت 24 ألفاً بعد أن كانت بـ 18 ألفاً، بحسب ما أوضحه صاحب إحدى المكتبات لـ”أثر”.
وعن الإقبال على شرائها، بيّن صاحب إحدى مكتبات “الحلبوني” لـ “أثر” أنه لا بأس به، مضيفاً: “ما زلنا على أبواب العام الجديد والمبيعات تزداد خلال هذه الفترة، والكميات كلها التي أعرضها في المكتبة تباع بوقت قصير وزبائني من الشرائح كافة، وخصوصاً أصحاب المكاتب العقارية ومحامين وأطباء وصحافيين لتدوين المواعيد الخاصة بعملهم”.
يشار إلى ان “الروزنامة” اسم فارسي الأصل وهو مركّب مؤلف من كلمتين فارسيتين “روز (أي يوم)، ونامة (أي كتاب)” ويطلق على كتيّب صغير يتضمن عرضاً للأيام والشهور وطلوع الشمس والقمر على مدار العام.
دينا عبد