أثر برس

هل تشير تصريحات بوتين إلى بوادر صِدام أمريكي- روسي في سوريا؟

by Athr Press A

حازت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس السبت بشأن تصاعد الاحتكاكات الروسية- الأمريكية في سوريا اهتمام الأوساط الإعلامية، ولاسيما أنّ مركز المصالحة الروسي أكد تسجيل 1761 حالة انتهاك من طائرات “التحالف الدولي” في المناطق التي حددتها بروتوكولات عدم التصادم، وذلك منذ الأول من كانون الثاني 2023.

وقال الرئيس الروسي في معرض سؤالٍ عن الاستفزازات الأمريكية في سوريا، إنّ “روسيا مستعدة لأي سيناريو، لكنها لا تريد صداماً عسكرياً مباشراً مع الولايات المتحدة”، مضيفاً: “نحن جاهزون دائماً لأي سيناريو، لكن لا أحد يريد ذلك، وبمبادرة من الجانب الأمريكي، أنشأنا ذات مرة آلية خاصة لمنع هذه الصراعات”.

وأكد الرئيس الروسي أنّ “رؤساء بعض الإدارات لدينا يتواصلون مباشرةً مع بعضهم ولديهم فرصة للتشاور بشأن أي حالة طوارئ”، مشدداً على أنه “لا أحد يريد أي اشتباكات.. لكن إذا أراد أي شخص ذلك (الصراع) – ليس نحن – فنحن مستعدون”.

وتعليقاً على ذلك، قال اللواء المصري نصر سالم في حديث لقناة “روسيا اليوم”، إنّ “الرئيس الروسي يعي جيداً في خطابه عن إمكانية حدوث مواجهة بين أمريكا وروسيا على الأراضي السورية”.

ويشرح سالم، بأنّ “الأمريكيين قد يلجؤون لتسخين الجبهة السورية لاعتبارات عدة، أوّلها أنهم مشتبكون عسكرياً رفقة دول (حلف الناتو) مع روسيا على الأراضي الأوكرانية ولو بأسلوب غير مباشر، ومن ثم فإن فتح جبهة جديدة مع روسيا على الأراضي السورية وارد وبقوة والرئيس بوتين يعلم ذلك جيداً ومن ثم أطلق هذا التصريح التحذيري”.

واستبعد اللواء المصري أنّ “تتورط الولايات المتحدة بأسلوب مباشر في مواجهة مع روسيا في سوريا”، مرجحاً أنها “ستجعل القوى المتحالفة معها تخوض حرباً بالوكالة”.

وقال: “من الممكن أن يكون فتح جبهة جديدة مع روسيا فى سوريا من قبل الأمريكيين بأسلوب غير مباشر أيضاً من خلال إعادة تمويل وتسليح تنظيم “داعش” أو الأكراد أو غير ذلك من القوى الموالية لهم على الأراضي السورية، وذلك لتشتيت الجهود الروسية واستنزاف قواها العسكرية وهو الأمر الذي ينتبه إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيداً؛ لذلك إنّ تصريحاته محسوبة بدقة”.

وتابع سالم: “ربما يكون إخفاق القوات الأوكرانية في تحقيق أي نتائج ملموسة على الأرض في مواجهة القوات الروسيّة سبباً آخر لرغبة الأمريكيين في فتح جبهة جديدة في سوريا”.

وفي مقابل ذلك، تتهم واشنطن موسكو أيضاً بمضايقة الطائرات الأمريكية في الأجواء السوريّة، وفي سياق ذلك، دعا البيت الأبيض، الخميس الفائت، روسيا إلى وقف عملياتها “المتهورة والمهددة” في سوريا.

وأكد مسؤولون أمريكيون أنه سُجلت 6 حوادث احتكاكات بين الطائرات الروسية- الأمريكية في سوريا، وبشأن احتمالات المواجهة بين الجانبين، وفي وقت سابق، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية مارك ميلي: إن “شعر أي من جنودنا في أي وقت أنه عمل عدائي أو نيّة عدائية فسوف يدافعون عن أنفسهم، لدينا خط لمنع الاشتباك تستخدمه القيادة المركزية يومياً لمنع أي نوع من الحوادث أو التصعيد، ونحن نراقب ذلك عن كثب”، مضيفاً إنّ “المحللين يفحصون الأسباب المحتملة لهذه الزيادة في تلك الحوادث.. لا يبدو أنه مرتبط بالقتال في أوكرانيا”.

من جهته، يرى قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي، أنّ استراتيجية موسكو تتمثل في محاولة إجبار القوات الأمريكية على التراجع في سوريا بالتزامن مع تراجع وجودها العسكري في الشرق الأوسط عموماً”.

ويضيف ماكنزي، إنّ “الروس يريدون جعل عملية (البقاء في سوريا) مكلفة جداً للأمريكيين بحيث لا يمكنهم المضي قدماً فيها، ومن ثم الخروج من المنطقة”، وفقاً لما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.

أثر برس

اقرأ أيضاً