تزامناً مع مشاركة مسلّحي “هيئة تحرير الشام” في الاشتباكات التي اندلعت شمالي حلب بين “فصائل أنقرة” الشهر الماضي، وسط إشارة محللين حينها إلى أن تدخّل “الهيئة” جاء بتنسيق مع تركيا، بهدف تخويف فصائلها وإعادة هيكلتها، تحدث موقع “المونيتور” الأمريكي مع متزعم في “الهيئة” بشأن إمكانية مشاركتها في عملية أنقرة البرية المحتملة.
ونقل الموقع الأمريكي عن المتزعم العسكري في “هيئة تحرير الشام” قوله: “إنّ تركيا قد تطلب من الهيئة الانضمام إلى المعركة المرتقبة ضد “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” الكردية شمالي سوريا، لكنها لم تفعل ذلك بعد”، مضيفاً: “إنّ فصائل أنقرة ليس لها رأي في مشاركتنا.. هذا قرار تركيا “.
ورأى المتزعم العسكري أن “هيئة تحرير الشام أكثر خبرة في العمليات العسكرية من فصائل الجيش الوطني وتلقت تدريبات أكثر”، متابعاً: “إذا شاركنا في هذه المعركة، سنحقق مكاسب كبيرة، مثل توسيع المناطق الجغرافية تحت سيطرة المعارضة السورية”.
واعتبر أن “بعض متزعمي (هيئة تحرير الشام) ينحدرون من مناطق تسيطرعليها (قوات سوريا الديمقراطية) مثل تل رفعت ومنبج، وقد يجندون العديد من المقاتلين في هذه المناطق “.
في المقابل، أكد مسؤول في المكتب السياسي لـ “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا في هذا الصدد، أن “الجيش الوطني لن يسمح لهيئة تحرير الشام بالمشاركة في العملية المقبلة، لأنها مدرجة على أنها منظمة إرهابية ومهمة الجيش الوطني هي محارب الإرهاب”، بحسب مانقله موقع “المونيتور” الأمريكي.
وكشف مسؤول “الجيش الوطني” أن “ تركيا طلبت من الجيش الوطني إظهار أقصى درجات الاستعداد، وتم تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع القوات التركية”، مرجّحاً أن “تكون العملية العسكرية المقبلة كبيرة وأن لا تقتصر على محور واحد مثل منطقة عين العرب”.
وأضاف: “نحن الآن على وشك بدء العملية؛ المناطق الأولى التي سنحررها من الوحدات الكردية هي تل رفعت والقرى العربية الـ 36 المحيطة بها”.
وسبق أن أكدت مصادر رسمية تركيّة أن “أنقرة أنجزت التحضيرات العسكرية واللوجستية اللازمة لتنفيذ العملية البرية المحتملة شمالي سوريا، وأن هدف المرحلة الأولى من العملية هو السيطرة على تل رفعت ومنبج وعين العرب التي تسيطر عليها الوحدات الكردية”، بحسب ما نقله موقع “الجزيرة نت”.
يشير محللون إلى أنه من الممكن أن تبدأ العملية التركية المقبلة في منطقة عين العرب كونها لا تعني الكثير للأمريكيين، ولكنّها تمثّل رمزاً للأكراد، إذ يريد أردوغان استغلال ذلك معنويّاً، في حين يرى محللون آخرون أن دخول القوات التركية إلى تل رفعت سيواجه عرقلة روسيّة، لأنه سيحدث اعتراض قوي من سوريا وإيران، لمنع حدوث أي تغيير في شمالي حلب”.
أثر برس