خاص || أثر برس تواردت أنباء عن وصول وفد يمثل “مجلس سوريا الديمقراطية” إلى دمشق بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد التخلي الأمريكي عن قسد ، والأخيرة تعتبر أن مسلحي تنظيم “داعش”، ورقة أخيرة يمكن الضغط بها على المجتمع الدولي، خاصة وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتبر أن هذا الملف – داعش- بات مسؤولية تركية.
إن حدث وأطلقت “قسد” المعتقلين من مسلحي “داعش” وسمحت لعوائلهم بمغادرة “مخيم الهول”، فستكون النتيجة حتما إعادة هيكلة التنظيم لنفسه، خاصة وإن قياداته مازالت مجهولة الإقامة، والأمريكيين كانوا قد تخلوا عن ملاحقة زعيم “داعش” المدعو “ابو بكر البغدادي” الذي غاب ذكره عن وسائل الإعلام الأمريكية منذ ظهوره الأخير، بالتالي قد يذهب “البغدادي” فعلا نحو تشكيل تنظيمه مجدداً بالاعتماد على العناصر الأصغر سناً، إذ تشير التقديرات إلى وجود نحو ٢٠ ألف طفل تحت سن ١٦ عاماً يقيمون في مخيم الهول في ريف الحسكة الشرقي، وهم من حملة إيديولوجيا تنظيم “داعش”.
التفكير التركي المنصب على إقامة “محمية إخوانية”، تضمن إمكانية إعادة اللاجئين السوريين من تركيا ودول أوروبا الغربية، بما يحدث تغيير ديموغرافي يتناسب ومخاوف تركيا من نشوء كيان كردي مستقل أو شبه مستقل في الشمال السوري، يقابله رغبة أمريكية بحصر المهمة الوظيفية لـ “قسد”، بالانتشار في المناطق النفطية الممتدة من ريف الحسكة الجنوبي وصولاً لريف دير الزور الجنوبي الشرقي، وهذا ما يوفر نفقات غير ضرورية بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فالأخير يريد تجارة نفطية بدون نفقات اضافية، ويريد أيضاً تحقيق ما وعد به بالخروج من سورية ليؤسس لدخول الانتخابات القادمة وسط رفض مجتمعي له.
بالعودة إلى حراك “قسد” سياسياً بطرق باب دمشق، علماً أن الأخيرة لا تمانع القيام بواجباتها الوطنية شرط أن يكون الشريك – قسد – عاملاً تحت المظلة الوطنية، وبحسب المعلومات المتوافرة فإن وفدا يمثل، “مجلس سوريا الديمقراطية” وصل دمشق لبحث آلية التصالح والعمل المشترك ضد العدوان التركي الذي بدأ باعتداء على الأراضي السورية في ريف الحسكة الشمالي الشرقي.
وكانت وسائل إعلام موالية لـ “قسد”، قد تحدثت يوم أمس عن اجتماع عقد بين الجانبين الروسي والأمريكي قرب منبج، الأمر الذي تؤكده مصادر “أثر برس”، موضحة أن الاجتماع تم في مركز المصالحة الروسي في بلدة العريمة غرب منبج في ريف حلب الشرقي، بهدف مناقشة تفاصيل ما بعد الانسحاب الأمريكي من المنطقة، والتي ستفضي بدخول القوات السورية للمدينة التي تهددها القوات التركية أيضاً، وتبحث دمشق هنا عن تأمين موارد مياه الشرب والطاقة لمحافظة حلب من خلال تأمين منبج و سد تشرين.
تقاطع المعلومات يفضي إلى أن “قسد” باتت أمام إلزامية القبول بشروط دمشق المتمثلة بتسليم الحدود ومدينتي القامشلي والحسكة بشكل كامل للدولة السورية، وتسليم العتاد الثقيل الذي أخذته “الوحدات الكردية” في بداية حربها ضد التنظيمات المسلحة وقبل أن تنتقل للحضن الأمريكي، إضافة لتسليم مدينتي الرقة والطبقة، وهو أمر تعارضه واشنطن بشدة، وكانت قد هددت “قسد” برفع الحماية عنها إن نسقت مع دمشق، لذا الآن ما من حماية أمريكية يمكن أن تخسرها “قسد” إن قبلت بشروط الحكومة السورية .. فهل يُسمع صوت العقل؟
عسكرياً تحاول “قسد” أن تعيد ما هدمته من تحصينات بسبب الاتفاق التركي – الأمريكي الذي بات في مهب ريح المصالح المشتركة لواشنطن وأنقرة، فجنحت نحو أساليب “داعش” الدفاعية بتلغيم الأنفاق والمنازل السكنية في المحاور المتوقعة لتقدم قوات الاحتلال التركي، والأخير نقل معدات طبية وسيارات إسعاف الى المناطق المقابلة لرأس العين وتل أبيض، وفيما من المتوقع أن تتقاسم الفصائل المسلحة الموالية لتركيا محاور القتال بأن يكون كل من “أسود الشرقية – جيش أحرار الشرقية”، على محور تل أبيض، فإن “لواء المعتصم بالله – فرقة السلطان مراد”، ستتقدم نحو “رأس العين”، أما ما يسمى بـ “الجيش الوطني” فسيدخل بقية المناطق وصولاً إلى الإشراف على طريق عام “الحسكة – حلب”، دون الاقتراب منه، وهذه التقسيمات تأتي بناءً على حديث مصادر عشائرية أكدت أن “مجلس القبائل العربية”، الموالي لأنقرة سيقرها في الاجتماع المنعقد اليوم في مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي لإعلان تأييده للعدوان التركي المرتقب تحت مسمى “نبع السلام”.
محمود عبد اللطيف – المنطقة الشرقية