أثر برس

هل تعيد الولايات المتحدة تنشيط “داعش” في العراق لشرعنه وجودها؟

by Athr Press R

في ظل انشغال العالم بمجريات فيروس كورونا، تواصل الولايات المتحدة مساعيها بشتى الطرق للإبقاء على وجودها غير الشرعي في سورية والعراق محاولةً إعادة خلق المبررات ولوازم استمرار هذا الوجود.

فبعد قرار البرلمان العراقي بخروج القوات الأمريكية من العراق بدأت الولايات المتحدة بمحاولات لخلق ذرائع عديدة بدءاً من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية، وصولاً إلى محاولاتها في شهر يناير الفائت لإظهار موافقة من قبل الرئاسة العراقية على بقاء تلك القوات والتي تمثلت حينها باجتماع الرئيس برهم صالح مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  في مؤتمر دافوس في سويسرا، حيث أكد  البيان الختامي بين الجانبين على  “ضرورة الحفاظ على دور عسكري أمريكي في العراق”، لكن كل تلك المحاولات لم تفلح في تغيير القرار العراقي ليبدأ بعد ذلك ظهور مؤشرات جديدة تصب في ذات المساعي الأمريكية للبقاء في بلاد الرافدين.

بصورة ملفتة وغير منطقية عادت التحديات الأمنية التي كانت تواجه العراق عام 2014 والتي أسفرت لاحقاً عن عودة قوات الاحتلال الأمريكي إلى العراق، بعد انسحابها في كانون الأوّل 2011، بمسمّى “التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش”، فبعد انخفاض  وجود تنظيم “داعش” في العراق إلى حد الانعدام خلال السنتين الأخيرتين عاد التنظيم للظهور من جديد غرب البلاد، حيث شيع الحشد الشعبي العراقي أواخر الأسبوع الفائت 10 من عناصره إثر تعرّضهم لهجوم كبير في منطقة المكيشفية، في صلاح الدين، ليعقب ذلك العديد من أخبار الاشتباكات بين القوات العراقية ومسلحي “داعش” وصولاً إلى إعلان خلية الإعلام الأمني الحكومية في العراق يوم الإثنين الفائت عن انطلاق عملية “أسود الصحراء” لملاحقة فلول عناصر “داعش”.

لكن السؤال كيف عاد التنظيم؟

توالت خلال الأسابيع الأخيرة العديد من الأخبار التي تتحدث عن فرار مسلحي “داعش” من بعض السجون التي يتواجدون بها وتخضع لسيطرة قوات الاحتلال الأمريكي في الحسكة تحت مسمى “عصيان وتمت السيطرة عليه”، حيث قال المتحدث الرسمي باسم “قوات سوريا الديمقراطية” كينو كبريل في بيان صحفي يوم الأحد الفائت: “حدث يوم داخل أحد أكبر السجون التي يحتجز فيها عناصر من تنظيم داعش في محافظة الحسكة، عملية عصيان واسعة النطاق من قبل العناصر المحتجزة”، وأضاف: “هذه العناصر قامت بالسيطرة بشكل كامل على داخل السجن بعد أن خلعوا أبواب المهاجع والممرات، مما استدعى تدخل القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب”، وما يجري في سجون “داعش” في شرق الفرات يشبه إلى حد كبير ما جرى في “سجن الحوت” جنوب العراق حيث فر عدد من مسلحي التنظيم بتسهيلات أمريكية.

ولا يتوقف الموضوع عند هذا الحد وحسب، حيث ذكرت مصادر في محافظة الحسكة، طلبت عدم ذكر اسمها لوكالة الأنباء الألمانية”Dpa”، أن العصيان الذي ينفذه مسلحو “داعش” جاء بعد نقل زملاء لهم من الجنسية العراقية إلى قاعدة عين الأسد، بدعوى تسليمهم للحكومة العراقية.

قد يكون ما كشفت عنه وكالة “سانا” السورية الرسمية أول أمس يوضح بشكل جلي ما تقوم به القوات الأمريكية، حيث أكدت الوكالة أن قوات الاحتلال الأمريكية تعمل على نقل مسلحي تنظيم “داعش” من السجون التي تسيطر عليها مجموعات “قسد” في محافظة الحسكة إلى قواعدها في العراق، وأشارت الوكالة إلى أن 6 عربات لقوات الاحتلال الأمريكية دخلت من العراق اليوم وتوجهت إلى أحد السجون شرق مدينة الشدادي وعادت باتجاه الأراضي العراقية ويُعتقد أنها قامت بنقل عدد من مسلحي “داعش”.

وعليه يبدو أن القوات الأمريكية باتت تسعى لخلق المبرر الوحيد الذي تتمكن من خلاله من كسب الرأي العام الدولي تحت مسمى “محاربة الإرهاب” عن طريق إعادة خلق تنظيم “داعش” وإعادة محاربته من جديد فكما أسفر ظهور “داعش” الأول عام 2014 إلى عودة قوات الاحتلال الأميركي إلى العراق، يبدو أن هذه الأحداث تهدف إلى شرعنة الوجود الأمريكي في العراق بحجة أنها الضامن لمحاربة التنظيم.

أثر برس

اقرأ أيضاً