لا يزال الحديث يدور عن التوتر على خلفية استلام تركيا لمنظومة “إس 400” الروسية، فأمريكا تشدد على ضرورة فرض العقوبات على تركيا، والأخيرة مستمرة بتجاوز المحاذير الأمريكية سواء فيما يتعلق بمواجهة “الوحدات الكردية” في سورية أم في علاقاتها مع روسيا وغيرها، الأمر الذي من شأنه أن يرسم صورة جديدة لسياسة أنقرة وتوجهاتها.
صحيفة “فزغلياد” الروسية كان لها رأي حول هذا الموضوع، فقالت:
“حاولت تركيا الجلوس على كرسيين، لتكون في الوقت نفسه جزءاً من العالم الأطلسي، وريادة العالم الإسلامي، الذي يشكل هدفا لتوسع الغرب والتلاعب فيه. ولم يكن لهذا الوضع أن يستمر طويلاً، لكن أردوغان لا يريد تغييره من خلال التخلي عن التعاون مع الغرب، وبالتأكيد ليس من خلال تحويل تركيا إلى دولة معادية للغرب”.
واعتبرت صحيفة “الأهرام” المصرية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالغ في تقدير موقعه الإقليمي حين قرر شراء منظومة الدفاع الروسية إس400، حيث جاء فيها:
“يبدو أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قد بالغ في تقدير موقعه الإقليمي وقدرته على الفعل حين قرر شراء منظومة الدفاع الروسية S-400 إذ انتفض كبار المسئولين في البنتاغون و المجمع الصناعي العسكري الأمريكي تجاه هذه الخطوة التركية غير المحسوبة على الرغم من حديث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن أن تركيا كانت معذورة في ضوء الرفض الأمريكي بيعها منظومة الدفاع الخاصة بها”.
وجاء في صحيفة “أكشام” التركية:
“منظومة إس-400 هي مكسب يتمتع بهذه القدرة، لن تتنظر أداء مرضياً بكل معنى الكلمة من أي منظومة حتى نمتلك منظومة محلية الصنع، على الرغم من الخطاب الأمريكي عالي النبرة، وجهت تركيا رسالة بأنها لن تتراجع فيما يتعلق بمصالحها القومية، وهذه الرسالة تعزز قدرة الردع التركية على المديين المتوسط والطويل، وتشد أزر أنقرة في مواجهة واشنطن”.
الصورة العامة للخطوة التركية هي أنه سيحدث مزيداً من التوترات في العلاقات الأمريكية-التركية، خصوصاً وأن عقد هذه الصفقة التركية-الروسية يعتبر خسارة أمريكية لجولة في لعبة التجاذب للجانب التركي التي تلعبها روسيا وأمريكا، الأمر الذي يرجح أن تكتفي أمريكا بالتهديدات لتركيا دون أن تتخذ أي إجراء على أرض الواقع، حتى لا تكسب مزيداً من الخسارة في لعبة التجاذب هذه.