أظهرت دراسة حديثة انعكاساً كلياً في وزن الطبقتين الاجتماعيتين على مدى السنوات السبعين الماضية، إذ أصبح الأطفال الفقراء الآن أكثر بدانة من أقرانهم الأثرياء.
فبعد أن ارتبط الفقر بسوء التغذية والنحافة، أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة “كوليدج” اللندنية، والتي قارنت بين أطفال اليوم وأولئك الذين ولدوا في منتصف القرن العشرين، أن هناك تحولاً كبيراً فيما يتعلق بوزن الأطفال.
ففي عام 1957، كان متوسط وزن الأطفال المحرومين الذين لم يبلغوا 11 عاماً أقل بـ 2 كلغ من الذين ينتمون إلى الطبقات العليا، حيث أثر نقص الطعام وأنماط الحياة الشاقة سلباً على حياتهم، ولكن في عام 2015، كان أفقر الأطفال أكثر وزناً بمقدار 2.1 كلغ تقريباً من الأطفال الأغنياء، كما بينت الدراسة أن مؤشر كتلة الجسم “BMI” قد ارتفع بين أكثر الأطفال حرماناً اجتماعياً.
وأوضح الباحث ديفيد بان، المشرف على هذه الدراسة، أن تغيرات كبيرة حدثت في الأنظمة الغذائية ومستويات النشاط البدني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث أن إدخال الوجبات السريعة في النظام الغذائي الحديث كان له تأثير كبير.
وأشار ديفيد إلى أن النظم الغذائية المتبعة قديماً كانت صحية أكثر، حيث كان لدى الأطفال خضروات أكثر من الآن، مما يصعب اكتساب الوزن الزائد.
وأكد الدكتور بان أن “الفقر كان يعني سابقا عدم وجود سعرات حرارية كافية، أما الآن فقط أصبح الفقر مرتبطاً بالسعرات الحرارية الرديئة والزائدة”.