أثر برس

هل حقيقة غادر أمير قطر قمة جدة أثناء كلمة الرئيس الأسد؟

by Athr Press Z

تضاربت الأنباء حول ما جرى بين الرئيس بشار الأسد، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، خلال قمة الجامعة العربية التي عُقدت في جدة بتاريخ 19 أيار الجاري، فبينما أكدت وكالة “سانا” الرسمية أن الرئيس بشار الأسد، وأمير قطر، أجريا مصافحة وتحدثا لدقائق قبيل بدء الجلسة الأولى من القمة، نشرت وسائل إعلام غربية أنباء تفيد بانسحاب ابن حمد من القمة أثناء إلقاء الرئيس الأسد لكلمته.

الحادثتان اللتان جرتا بين سوريا وأكثر الدول العربية المعارضة للتقرب من سوريا، لم تلقيا أي تعليق رسمي سوري أو قطري، ليبقى الأمر موكل إلى التسريبات الإعلامية، وفي هذا الصدد، أكد تقرير نشرته صحيفة “رأي اليوم” أن الأنباء التي تتعلق بانسحاب أمير قطر “غير دقيقة” مشيرة إلى أنه “كان مقرراً مسبقاً متى يأتي ومتى يغادر وقد غادر قاعة القمة عندما كان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط يلقي خطابه، وقبل أن يتحدث الرئيس الأسد بفارق كبير بالوقت، ونعتقد أن الشيخ تميم قد وضع المضيف السعودي بصورة ذلك، وليس هناك احتجاج قطري”.

أما فيما يتعلق بالمصافحة التي جرت بين ابن حمد والرئيس الأسد، فأشارت الصحيفة إلى أن  وكالة “سانا” الرسمية “لن تنشر خبراً بهذه الحساسية، دون أن يكون الخبر وصلها من مصدر موثوق وحاضر من أعضاء الوفد السوري المتواجد في الدوحة، ربما المصافحة والحوار لم يتجاوز المجاملة الشخصية بين شخصيتين يعرفان بعضهما قبل حالة العداء”.

وكان وزير الخارجية فيصل المقداد، قد علّق أمس الأحد في لقاء تلفزيوني، على أنباء مصافحة الرئيس الأسد مع أمير قطر بقوله: “لا يجب أن نعود إلى الماضي، نحن أبناء الحاضر ويجب أن نتطلع إلى المستقبل”.

وكان رئيس وزراء قطر عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، قد أكد قبل ساعات من عقد القمة العربية في جدة، تعقيباً على دعوة سوريا إلى القمة أنها لا تريد معارضة الإجماع العربي، مضيفاً أنه “كان هناك تنسيق بين دول مجلس التعاون إضافة إلى مصر والمملكة الأردنية والعراق، وتباينت المواقف ليس في الأهداف ولكن في المنهجية للوصول إلى هذه الأهداف وهذا شيء طبيعي، ولكن ندعم أن يكون هناك عمل بناء لتحقيق هذه الأهداف وأن تسهم أي خطوة تطبيع مع الدولة السورية في تحقيق مثل هذا الهدف”.

تسريبات حول الموقف القطري من سوريا:

بالعودة إلى الوراء أسابيع قليلة، نجد أن قطر بصورة عامة كانت طرفاً في اجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي عُقد في جدة نيسان الفائت وشدد بيانه الختامي على ضرورة احترام الدولة السورية وسيادتها، كما سبق أن أعربت الخارجية القطرية عن دعمها لبنود المبادرة الأردنية التي تم التوافق عليها في اجتماع عمّان الذي عُقد بين وزراء خارجية سوريا والسعودية والأردن والعراق ومصر.

وكذلك أكدت تسريبات صحفية عدة، وجود قناعة لدى الإدارة القطرية بأن سوريا ستعود إلى محيطها العربي، ففي نيسان 2023 نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر -لم تسمها- أن “القطريين توسطوا لدى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، للبحث في تنظيم العلاقة مع القيادة السورية من جديد، إلا أن الرئيس الأسد لم يكن متحمساً لهذا الأمر”، وكذلك نقلت “الميادين” في نيسان الفائت عن مصادر قطرية وصفتها بأنها “غير رسمية” تأكيدها على أن “سوريا عائدة لا محالة إلى موقعها العربي” مشيرة إلى أن “الواقع السياسي يقضي بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 2011، وهو أمر ألمح إليه رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حين قال في تصريح للإعلام القطري: إن أيّ تغيير في الموقف من سوريا مرتبط أساساً بالإجماع العربي”.

وبالتزامن مع هذه التسريبات، نقلت صحيفة “النهار” اللبنانية عن مراقبون للمشهد السورية تأكيدهم على أن “ثمّة توزيعاً للأدوار بين كل من تركيا وقطر حيال كيفية التعاطي مع ملف التقارب مع سوريا، حيث تقوم تركيا بدور الدبلوماسية المرنة فيما تبدي قطر مواقف متشددة لتحقيق أهداف متنوعة من بينها إبقاء دمشق بين ناري الترغيب والترهيب لدفعها إلى تقديم مزيد من التنازلات على طاولة المصالحة، وكذلك لحفظ ماء وجه قطر التي لعبت أدواراً أساسية في الأزمة السورية جعلتها تعاني حتى الآن من تداعياتها المتمثلة في توجيه اتهامات لها بدعم الإرهاب وتمويله، وثمّة من يرى من هؤلاء المراقبين أن قطر تربط تغيير موقفها إزاء الملف السوري بتغيير الرياض موقفها لأنها تريد أن تكون آخر بلد عربي يعيد تطبيع علاقاته مع دمشق”.

أثر برس 

اقرأ أيضاً