أثر برس

هل دخل مضيق باب المندب إلى معادلة الحرب.. أم أنها تمثيلية سعودية؟

by Athr Press R

على وقع الحرب التجارية العالمية القائمة وبعد أيام من تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن إيران لا يقتصر تأثيرها على مضيق هرمز وحسب، أعلن “التحالف العربي” بقيادة السعودية أمس الأربعاء، أن الحوثيين في اليمن هاجموا ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر ملحقين بها أضراراً طفيفة، في محاولة سعودية لاستثمار تلك التهديدات وإظهار إيران على أنها بدأت بتهديد خطوط التجارية العالمية بشكل فعلي.

تلك الاتهامات لاقاهها الحوثيين بالنفي حيث أعلن مدير التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع التابعة لحكومة “الإنقاذ” في صنعاء، العميد يحيى سريع، بأنه لا صحة لمزاعم “التحالف”، لافتاً الانتباه إلى أن “الممر الملاحي في البحر الأحمر وخطوط التجارة الملاحية العالمية آمنة”، متهماً “التحالف بالعمل على تهديد خطوط الملاحة الدولية بهدف ابتزاز العالم”، وشدّد على أن “ليس هناك أي تهديدات من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية أو القوات البحرية اليمنية”.

تلك التطورات تأتي في الوقت الذي لم يعد فيه أمام السعودية أوراق لاستغلالها في ملف اليمن بالتوازي مع حالة من التخبط الداخلي في “التحالف العربي” ما قد يؤدي إلى ترك السعودية وحدها في مواجهة الحوثيين، إذ باتت السعودية تحاول إدخال أطراف أخرى في الصراع اليمني بعد حرب دامت لأربع سنوات ولم تقطف منها نصراً ميدانياً متكاملاً ولا يزال الحوثيون قادرون على الوصول إلى الداخل السعودي عبر صواريخهم البالستية.

فالسعودية لم تخرج يوم أمس وكعادتها بتصريحات هجومية مؤكدة استمرار حربها على الحوثيين وإنما ارّتدت عباءة المسكين الذي بات يضطر لإيقاف تصدير النفط بسبب التهديدات التي يشكلها الحوثيون على المعابر البحرية حيث أعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، مساء أمس أن “المملكة ستعلّق جميع شحنات النفط الخام التي تمرّ عبر مضيق باب المندب، وذلك بشكلٍ فوري ومؤقت”.

وقال: “إن هذا الإجراء سيستمر إلى أن تصبح الملاحة خلال المضيق آمنة”، مشيراً إلى أن “تهديدات الحوثية لناقلات النفط الخام، تؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر”.

بعض المراقبين قرؤا تلك التصريحات على أنها محاولة سعودية لدفع الولايات المتحدة لتأمّن بنفسها مسيرة السفن النفطية، أي مشاركتها بشكل فعلي بالحرب على اليمن خصوصاً في ظل المؤشرات التي باتت تظهر حول خروج الإمارات من تلك الحرب والتي عكسها مؤخراً تصريحات “عبد الخالق عبد الله”، أحد مُستشاري ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد، في عدة تغريدات على موقعة الرسمي على تويتر، قائلاً: “بعد أربع سنوات اتّضح أنّه لا يُمكن كسب هذه الحرب بالضّربة العسكريّة القاضية، وقد تستمر لأربع سنوات أُخرى بثمن سياسيّ وإنسانيّ باهظ، ولذلك إذا أمكن عَودة الشرعيّة بالمُفاوضات فأهلاً بالحل الدّبلوماسيّ”، مضيفاً: ” أنا مع وقف الحرب حالاً وعودة جنود الإمارات إلى الوطن، لقد أدّت الإمارات واجِبَها وأكثر، والتحالف بقِيادَة السعوديّة قدَّم كل ما يُمكِن تقديمه للحُكومةِ الشرعيّة، وحان وقت وضع يمن ما بعد الحرب دبلوماسيّاً”.

تلك التصريحات تدل على أن الإمارات قد أُنهكت من حرب دامت لأربع سنوات دون تحقيق المطلب منها، وعندما كانت السعودية والإمارات متحدتين على اليمن لم يتمكنوا من تحقيق هذا الإنجاز فبالتأكيد تدرك السعودية بأن حالها سيكون أسوأ في الميدان في حال خرجت الإمارات.

ويرى مراقبون بأن المشاركة الفاعلة للولايات المتحدة في اليمن أمر مستبعد، فعلى الرغم من أن وقف الصادرات النفطية السعودية من شأنه أن يؤثر على أسعار النفط وهو الشيئ الذي لن يروق للرئيس الأمريكي الذي يتعامل مع الدول بمفهوم المال، إلا أن سياسته التي يرتكز عليها لكسب أصوات من أجل حملته المقبلة والمتمثلة بتصريحاته المتكررة لإعادة الجنود الأمريكيين إلى البلاد، قد تبعد سيناريو التدخل، وعليه قد يكون شلال الدم الذي فجرته السعودية قد أصبح في آخر أيامه إلّا إذا كانت تلك التصريحات قد تمت بتوافق مع الولايات المتحدة للبدء بمرحلة جديدة من العمليات العسكرية في المنطقة لكن بوجود أمريكي ظاهر ومباشر.

اقرأ أيضاً