تهدد تركيا بشن هجوم عسكري جديد في شمال سوريا يستهدف الأكراد في تل رفعت، الذين تم إخراجهم من عفرين بدواعٍ عرقية من قبل تركيا وحلفائها المسلحين السوريين المتطرفين في عام 2018.
المقال نشرته صحيفة “جيروساليم بوست” العبرية للكاتب “سيث فرانتزمان” وترجمه موقع “أثر برس“
حاولت تركيا منذ سنوات إعادة توجيه المسلحين السوريين لمحاربة الأكراد. في تشرين الأول 2019، ضغطت تركيا على الولايات المتحدة للانسحاب من سوريا وهاجمت مناطق كردية، كما عملت أنقرة أيضاً مع روسيا وإيران في سوريا.
الآن هناك مخاوف من أن تركيا تريد ضوءاً أخضر جديداً لمهاجمة مناطق في سوريا، واستضافت أنقرة زعيمة ألمانيا أنجيلا ميركل مؤخراً ومن المحتمل أنها طلبت دعمها لشن هجوم.
بالإضافة إلى ذلك، قالت تركيا إنها تريد شراء طائرات F-16 الأمريكية على أمل أن المال المعروض أمام الولايات المتحدة سيصرف الانتباه عن إثارة الحروب.
ماذا تقول وسائل الإعلام الإقليمية؟ تعتقد إيران أن هناك “تطورات خطيرة” على قدم وساق في شمال سوريا.
قالت “تسنيم” الإيرانية: “لأول مرة منذ سبع سنوات، استهدفت القوات السورية والروسية الطريق بين باب الحاوي وسرمدا على الأطراف الشمالية لإدلب”، وهذا يعني أن موسكو ودمشق بعثتا برسالة نارية إلى أنقرة وأعلنا أنهما جاهزتان للتوجه إلى آخر نقطة على الحدود السورية مع الحدود التركية.
تعتقد إيران أن دمشق وموسكو يمكن أن يسعيا لطرد المتطرفين في إدلب المرتبطين بـ”هيئة تحرير الشام”، التي كانت سابقاً ذراع القاعدة في سوريا.
كما تريد دمشق تأمين طريق M4 الاستراتيجي، هذا الهجوم يحمل رسالة أخرى وهي رسالة اقتصادية.
تركيا لا تفي بالتزاماتها مع روسيا لإعادة فتح طريق حلب-اللاذقية الدولي، المعروف باسم M4 ، خاصة أنه يحسن الوضع الاقتصادي في سوريا.
وتشير الأدلة الميدانية إلى بدء التحضير للعمليات العسكرية التركية للسيطرة على بلدة تل رفعت الكردية شمال حلب”، ورمت الطائرات التركية منشورات تدعو إلى هجوم وشيك وتحث السكان على التحرك لتطهير المدينة من العناصر المسلحة الكردية.
كما تزعم تركيا أن “إرهابيين” هاجموا مواقع تركية وتلقي باللوم على “حزب العمال” الكردستاني.
روسيا والجيش السوري كسروا المعادلة في شمال سوريا باستهداف سرمدا لمنع القوات التركية من التحرك للسيطرة على تل رفعت، وهذا يضع معادلة محتملة بأن الهجوم التركي على تل رفعت سيقابله تحرك للجيش السوري باتجاه إدلب، ليس من الواضح ما إذا كان هذا سيحدث.
سيكون شمال سوريا مركز معركة شرسة ستدمر كل التفاهمات السابقة لرسم معادلات وخطط جديدة للهيمنة.
وتلقي روسيا باللوم على تركيا لعدم وفائها بالتزاماتها منذ البداية، طائرات بدون طيار حلقت من إدلب لمهاجمة قاعدة حميم الروسية في اللاذقية.
وتعتقد إيران أن الاجتماع الأخير بين أردوغان وبوتين في سوتشي كما قال الروس كان متوتراً ولم يتم التوصل إلى اتفاق.
كانت تركيا في السابق قريبة من إيران وروسيا في القضايا السورية وتفضل العمل معهما ضد الولايات المتحدة. لكن تراجع عوائد الحكومة التركية التي يقودها حزب العدالة والتنمية في أنقرة، والمخاوف من أن تفقد شعبيتها في الداخل، قد يحفز أردوغان على شن حرب جديدة.