على وقع الحديث الإسرائيلي-الأمريكي المتعلق بإخراج المستشارين الإيرانين من سوريا، والذي قوبل بحالة من الرفض المطلق من قبل سوريا، بل وذهب باتجاه تعزيز هذا الحلف العسكري بعد زيارة وزير الدفاع الإيراني لدمشق.
بدأ عدد من وسائل الإعلام الخليجية والعبرية بالحديث عن التواجد العسكري الإيراني في العراق بصورة مفاجئة ودون أية مقدمات حيث تحدثت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية قبل يومين نقلاً عن مصادر لم تكشف عنها، عن أن الطيران “الإسرائيلي” قام طوال السنتين الماضيتين بالتحليق في العمق العراقي، لتصوير المصانع التي تُستخدم لإنتاج أو تطوير الصواريخ الإيرانية التي كانت تستخدم في الحرب ضد “داعش”.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي كانت تلك المصانع تتولى صناعة صواريخ مختلفة للحرب ضد تنظيم “داعش”، فإنها منذ عام 2017 قامت بإدخال مصانع أخرى لغرض إنتاج صواريخ بعيدة المدى، يمكن أن تؤثر على “إسرائيل”.
وجاء حديث الصحيفة السعودية بعد أيام من عرض صحيفة “الجريدة” الكويتية لصور جوية لمصانع عسكرية في العراق قالت إنها إيرانية.
وبات من المعروف في سياسة الكيان الإسرائيلي أنه يقوم بنشر وثائق إعلامية عن المواقع العسكرية التي يريد استهدافها بغية تبرير تلك الاستهدافات للرأي العام.
تلك التسريبات والشكوك ختمها اليوم وزير الأمن “الإسرائيلي” أفيغدور ليبرمان عندما قال لصحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية بأن “إسرائيل مستعدة للتعامل مع أي تهديد إيراني في أي مكان”، وألمح إلى مهاجمة قطع عسكرية يشتبه أنها إيرانية في العراق.
بالمقابل نقلت وكالة “رويترز”، عن مصادر إيرانية وعراقية وغربية قولها: “إن إيران أدخلت شحنات صواريخ قصيرة المدى إلى العراق لمساعدة الجيش العراقي والحشد الشعبي في محاربة تنظيم داعش، ولا يوجد أي صواريخ بعيدة المدى”.
لكن ما التهديد الذي تشكله الصواريخ -وإن كانت بالستية- في الداخل العراقي على الكيان “الإسرائيلي”؟
النظرية “الإسرائيلية” باستهداف إيران للكيان الإسرائيلي عبر تلك الصواريخ هي رواية غير منطقية، حيث يرى أحد الخبراء العسكريين بأنه يمكن لإيران إذا أردات استخدام صواريخ بالستية بأن تستخدمها من داخل الأراضي الإيرانية، وإذا لم ترد ضربها من الداخل الإيراني فيمكنها استخدامها من داخل سوريا أو لبنان المتاخمتان للحدود مع الكيان الإسرائيلي، إذاً ماذا تريد “إسرائيل”؟
يرى مراقبون بأن الكيان الإسرائيلي وبعد فشله في التأثير على التواجد الإيراني في سوريا سواءً أكان ذلك عن طريق الجانب الروسي أو من خلال الضربات العسكرية، بات يحاول التأثير على التواجد الإيراني في العراق للتخفيف من النشاط الإيراني المناهض لـ”إسرائيل” في سوريا، وإن كانت تلك الغارات “الإسرائيلية” على الداخل العراقي لا تحمل جدوى عسكرية، إلا أنه من المتوقع أن تقوي الموقف السياسي للأحزاب التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، كحكومة حيدر العبادي، التي ستبدأ بالحديث عن “استقرار وأمن العراق”، فهل ستتجرأ “إسرائيل” وتوسع رقعة حربها على إيران إلى الداخل العراقي لتقوي موقف الأحزاب العراقية المدعومة من الولايات المتحدة، أم أنها مجرد تهديدات لإجبارها على التقليص من سلوكها المناهض لـ”إسرائيل” في سوريا؟