في 19 من كانون الأول الجاري بدأت عمليات إجراءات مساءلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القضايا المتورط بها، بهدف عزله، فمنذ أن تولى ترامب الرئاسة، تم الكشف عن تورطه في الكثير من القضايا الأخلاقية والسياسية، وبعد الشروع بإجراءاته كرئيس لدولة عظمى، ظهر إلى العلن انتقادات الكثير من مسؤولي الإدارة الأمريكية لسياسة ترامب، لدرجة أنه بات لافتاً في الأشهر الأخيرة وجود تغيرات ملموسة وواضحة في سياسة ترامب الداخلية والخارجية للحفاظ قدر الإمكان على أصوات الناخبين لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفقاً لما أكده بعض المراقبين والمحللين.
لكن ثمة أمور عديدة تم الإشارة إليها بعد البدء بالإجراءات ضد ترامب تمهيداً لعزله، حيث تم الإشارة إليها في بعض الصحف:
فنشرت “اليوم السابع” المصرية:
“يبدو أن المعركة الحالية بين ترامب وخصومه الديمقراطيين ستكون بداية لفصل جديد في التاريخ الأمريكي، حيث أنها قد تشهد نهاية قوى مهمة في الداخل الأمريكي، وهيمنة قوى أخرى، على مقاليد الأمور، لتتحول الولايات المتحدة إلى دولة الحزب الواحد، أو ربما الرجل الواحد”.
أما “الرأي” الكويتية فورد فيها:
“كان واضحاً فزعة النواب في كل حزب من الحزبين الرئيسيين لأبناء حزبهم، فالجمهوريون في الكونغرس وقفوا مع ترامب بقوة، وكلهم حاولوا تبرير خيانته لوطنه بشتى المبررات، بينما فزع الديموقراطيون لعزله بأي وسيلة، وعينهم على منعه من الفوز بولاية ثانية ورغبتهم في أن يأتي الرئيس من حزبهم!
بالطبع فإن ذلك الأمر يعتبر خللاً واضحاً في نظامهم الديموقراطي، وهو أشد من الفزعة القبلية التي نعاني منها في بلداننا العربية والإسلامية، ومن النزعة الطائفية التي تمزق بلداننا”.
فيما تحدثت “العربي الجديد” عن تأثير هذه المساءلة على بعض الدول العربية التي تحافظ على علاقات جيدة مع ترامب، حيث جاء فيها:
“يقيناً أن عرباً كثراً ينظرون اليوم إلى حالهم ببعض الشفقة، وهم يرون كيف أن رئيس أمريكا دونالد ترامب، يُجرجر إلى مساءلة قضائية تحت سقف الدستور والقانون .. وصول الأمر إلى ما وصل إليه مع ترامب يختلف على الصعيد العربي، ليس فقط بسبب موقف الرجل في محاولة تصفية القضية الفلسطينية، بل لما يمكن أن تؤدي إليه عملية فتح الملفات عن محميات ترامب وتآمرها على العرب أنفسهم في سبيل تعزيز مجتمعات الحكم الديكتاتوري الفاسد”.
ظهور ترامب في هذه الصورة اليوم، بلا شك سيكسر كثيراً من هيبته التي يحاول فرضها على المجتمع الأمريكي والدولي، وحتماً هذا الموضع بالنسبة لشخصية لديها كل هذا التكبر مثل ترامب، يعتبر بالنسبة له حدث كبير جداً، لكن أخطاء ترامب في السياسة الخارجية، ألحقت ضرراً كبيراً بالمكانة الأمريكية دولياً، حيث لم يعد للعقوبات الأمريكية أي تأثير وكذلك الأمر بالنسبة للتهديدات الأمريكية، وحتى تصريحات ترامب في الفترة الأخيرة لم تعد تحمل أي قيمة حتى لدى المسؤولين الأمريكيين أنفسهم.