أثر برس

هل ما زال السوريون يحافظون على “جمعة العائلة” أول أيام العيد؟

by Athr Press B

خاص|| أثر يكتسب لم شمل العائلة أو لمّة العيلة في أول يوم العيد رونقاً خاصاً، حيث يتبادل السوريون الزيارات فيما بينهم، ولا سيما في اليوم الأول منه الذي عادةً ما يكون عند كبير العائلة فيجتمع الجميع على مائدة الطعام، في حين تتساعد النساء على تحضير وجبة إفطار العيد التي تأخذ شكل الوليمة الكبيرة وتحتوي ما لذّ وطاب من المأكولات، في طقس اجتماعي متوارث منذ عشرات السنين.

وعلى الرغم من أن الظروف الاقتصادية أقصت هذه العادة إلا أنها ما زالت لدى الكثيرين حيث يتم فيها استحضار الماضي والحنين إلى الذكريات، ففي دمشق العيد له عاداته وطقوسه الشعبية الخاصة به.

وتقول السيدة فريال لـ “أثر”: “تتناول أغلب العائلات السورية الفطور الصباحي الذي يتكون من أطباق متنوعة من الفول والفتات الشامية والأكلات الشعبية حيث يُعتبر هذا الفطور إحدى العادات التي اعتادتها الأسر السورية أيام الأعياد؛ ولكونه مكلف فإن أبنائها يتشاركون في التحضير للإفطار وكل واحد فيهم يحضر صنف من الأصناف لتبقى موائد العيد عامرة”.

وفي نفس السياق تنتظر أم حيان أول يوم العيد بفارغ الصبر حتى تجتمع عائلتها على إفطار أول يوم العيد فهي تفتقد للمة عائلتها خاصة أنها تعيش بمفردها بعد وفاة زوجها وأبنائها متواجدين في محافظات متفرقة فيجتمعون وأحفادها ويتبادلون التهاني والأحاديث، وهذا الإفطار بحسب أم حيان يزيد أواصر المحبة والأخوة والألفة وتتحدث معهم عن أحلى الذكريات.

بدورها، السيدة أم محمد تصف الحال بالصعب، إذ أنها لم تستطع أن تحضّر المعمول بأشكاله هذا العيد بسبب ارتفاع أسعار مستلزماته، واكتفت بتحضير معمول الراحة بدل الفستق، وفيما يتعلق بجمعة العائلة أوضحت أنها ستزور أهلها مع عائلتها (أولادها وزوجها) وستتقاسم مع أخوتها مستلزمات إعداد وجبة الغداء أو الفطور؛ بسبب ارتفاع الأسعار “فليس بمقدور أحد أن يتكفل بذلك لوحده” بحسب قولها.

أيضاً، أم عبد الله قالت لـ “أثر”: “لم يعد بمقدوري إعداد فطور العيد كما اعتدت سابقاً نظراً للكلفة العالية فأي فطور يكلّف اليوم ما يقارب 120 ألفاً، فاستعضت عن ذلك لفطور اعتيادي كما الأيام السابقة”.

ونفس الأمر حصل مع السيدة أم حسان التي اكتفت بالحلويات التي صنعتها والشاي، إضافةً إلى بعض الأصناف الموجودة لديها في المنزل.

أما الشاب محمد “16 عاماً” يضيف لـ “أثر” أنه ينتظر العيد بفارغ الصبر ومنذ الصباح الباكر يذهب هو وعائلته إلى منزل جده وجدته وتكون الأقارب مجتمعة، ليتناولوا الفطور أو الغداء معاً ومن ثم الحلويات، إلى أن يحين موعد “العيدية”، إذ يقوم الجد بالإضافة إلى الأعمام أو الأخوال بمنح مبالغ مالية لصغار العائلة وأحفادها.

إذاً، يحرص الكثير من الأسر على المحافظة على هذه العادات والطقوس؛ إلا أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر على الجميع تجعل عادات كهذه تتلاشى، وسط تساؤل من بعضهم حول ما إذا كانت ستصمد بفعل الظروف؟.

دينا عبد

اقرأ أيضاً