خاص|| أثر برس أيام قليلة مضت على انتشار طالبان بشكل شبه كامل على أفغانستان عقب الانسحاب الأمريكي منها، حيث بدأت الولايات الأفغانية تتساقط شيئاً فشيئاً بين أيدي “طالبان” وبدأت الأخيرة بالحديث عن السياسات التي ستتبعها داخلياً وخارجياً، معربة عن أنها ستعمل على تغيير سياساتها التي عُرفت بها مسبقاً، وأنها لا تريد أعداء لها في الداخل ولا في الخارج.
فيما أشار بعض المحللين إلى تأثير انتشار “طالبان” على الحركات الجهادية المنتشرة في بعض البلدان ومنها سوريا، وفي هذا الصدد قال الإعلامي والمحلل السياسي إبراهيم زعير في حديث مع “أثر”: “بقدر ما بيكون هناك أي حركة تقف إلى جانب المجموعات الجهادية في سوريا عملياً فهذا بطبيعة الحال يعتبر دعم لهذه المجموعات، لكن في سوريا الوضع مختلف لأنه لدينا قوى متمثلة بالجيش السوري أو المجموعات الرديفة وقوى المقاومة التي تقف إلى جانب سوريا عملياً”.
ونتيجة الموقع الاستراتيجي لأفغانستان لارتباطها بحدود مباشِرة مع الصين وإيران، فمن الطبيعي أن يكون تطوّر الأوضاع على الساحة الأفغانية محل اهتمام ومتابعة من قبل جيرانها قبل خصومها، فبالنسبة للموقف الروسي أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن “الاعتراف بطالبان سيتوقف على تصرفاتها” واصفاً أن “تصريحات طالبان إلى الآن فهي إذا وجد طريقها للتنفيذ فهي إيجابية خاصة أنها هي الآن تمد يدها للجميع”.
أما الصين فيرجح بعض المحللين إلى أنها قد تتوجه إلى الاعتراف بـ”طالبان”، حيث نشرت صحيفة ” نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية مقالاً جاء فيه: “يرجح أن تكون الصين من أوائل الدول التي تعترف بحركة طالبان حاكماً جديداً لأفغانستان، فالصين وطالبان تجمعها اتفاقيات سيكشف عنها بعد الانتقال النهائي للسلطة في أفغانستان، كما تتمتع الصين بميزة كبيرة، وهي أنها لم تقاتل الأفغان في السابق، وتعمل تحت شعار عدم التدخل في شؤون الآخرين”.
وفي هذا الصدد أكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ للصحفيين، مسبقاً “أن متمردي طالبان عبروا مرات عدة عن أملهم في تطوير علاقات طيبة مع الصين” مشيرة إلى أن “السفارة الصينية لدى كابول تواصل العمل بشكل طبيعي”.
وأمام هذه السياسات والتصريحات، بدأ الحديث عن حركات مناهضة لـ”طالبان” في أفغانستان وتستعد لمواجهتها، حيث أفاد المحلل السياسي إبراهيم زعير خلال حديثه مع “أثر” أن هذه الحركات لها خبرة طويلة في القتال وتمتلك أسلحة بكافة أنواعها من مروحيات ودبابات وغيرها، ليكون مصير المرحلة المقبلة غير واضح المعالم، أمام التغيرات التي تبديها حركة “طالبان” بسياستها في حال تم تطبيقها على الواقع.
زهراء سرحان