أثر برس

هل يكون 2021 عاماً حاسماً في سوريا؟

by Athr Press R

اعتبرت صحيفة “الشرق الأوسط”، أن القرارات التي سوف تُتخذ في عام 2021، ستحدد “الكثير من آفاق المستقبل السوري”، مؤكدة أن “الوقت ليس في صالح الجميع”.

وجاء في مقال كتبه مدير قسم مكافحة الإرهاب بمعهد “الشرق الأوسط”، شارلز ليستر، ونشرته الصحيفة، أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستدخل إلى معترك الأحداث في سوريا، في ضوء سلسلة من التصريحات والبيانات الواضحة وقوية اللهجة الصادرة خلال الشهور الأخيرة من قبل الرئيس المنتخب، جو بايدن، وكبار الشخصيات المعينين حديثاً في إدارته الجديدة.

وقال الكاتب إن القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا والمعنية بمحاربة تنظيم “داعش”، إضافة إلى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ستستمر رفقة المسار العام الأساسي للسياسات الأمريكية الأوسع نطاقاً تجاه سوريا والمتصفة بالمعارضة “الحازمة” للدولة السورية.

وأضاف أن استمرار السياسة الأمريكية في سوريا “ليس كافياً”، لاسيما مع اعتبار التحركات السائدة حالياً في البلاد، والتي إن تُركت دونما تناول وتعامل وانتباه، فإنها سوف تضمن تفاقم الفوضى التي تعد بالمزيد من زعزعة الاستقرار المحتمل على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وتحتاج إدارة بايدن إلى تنشيط التفاعلات الدبلوماسية بشأن القضية السورية، الأمر الذي كانت الأوضاع تفتقر إليه بشدة إبان سنوات الحكم الأربع المنقضية من إدارة الرئيس، دونالد ترمب، بحسب الكاتب.

ولكن التحركات الدبلوماسية النشطة بشأن الأزمة السورية يجب أن تكون متعددة الأطراف، إذ تحتاج الولايات المتحدة إلى دعوة الحلفاء كافة للمشاركة، لاسيما الموجودين في منطقة الشرق الأوسط وفي أوروبا.

وأشار الكاتب إلى “الجهود المحمودة” التي بذلها المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، من أجل المحافظة على استمرار العملية الدبلوماسية، والتي عانت الكثير من العراقيل لإحراز التقدم الملموس، حيث باتت وكأنها ذريعة من جانب الحكومة الروسية للقضاء ببطء شديد على الجهود الدبلوماسية المعنية.

وسيكون تعزيز المناقشات الدستورية السورية مفيداً، إلا أن الفائدة الحقيقية ستتحقق من خلال إعادة تنشيط مجموعة “أصدقاء سوريا” تحت إطار تحالف دبلوماسي يعمل بصورة أكثر حزماً، من أجل المضي قدماً على سبيل تحقيق الأهداف المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254”.

ومن شأن تلك الجهود أن تبدأ بدفعة صوب التوقف الحقيقي لإطلاق النار على الصعيد الوطني السوري مع وصول المساعدات الإنسانية غير المقيدة بُغية التخفيف من معاناة المدنيين في أرجاء البلاد كافة.

ويرى الكاتب ضرورة بذل الولايات المتحدة وحلفائها المزيد من الجهود في الحوار مع روسيا، والسعي للوصول إلى أرضية مشتركة يمكن انطلاقاً منها بناء مستوى معين ومقبول من الثقة، وقد تشكّل مكافحة “الإرهاب”، التي لا تزال هي المبعث الوحيد لاستمرار التبادلات الأميركية- الروسية في سوريا، نقطة انطلاق ذات أهمية.

وأوضح أن مواصلة الحملة الأميركية ضد تنظيم “داعش” تستلزم إيلاء النظرة العاجلة إلى التوترات الداخلية لدى “قسد”، في ظل حالة العداء المستمرة بينها وبين تركيا.

وقد تسهم الولايات المتحدة في إعادة استكشاف آفاق بناء الثقة والضمانات الأمنية في شمال شرقي سوريا من أجل الحد من التوترات وتيسير المفاوضات الجارية أو المجمدة بين “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) والتكتلات السياسية الكردية السورية “ذات الصلة” بالحكومة التركية.

ويعتقد الكاتب أن “مسد” قد اكتشف أن أي صفقة تُبرم مع دمشق، سوف تعتبر بمثابة “استسلام”، رغم المحافظة على قناة اتصال مفتوحة مع الاخيرة على حد قوله.

ورأى أن سوريا لا تزال أولى بالأهمية بالنسبة للعالم بأسره على نطاق كبير، وخلص إلى أنه “لا يمكن للعالم المعاصر الاكتفاء بمجرد مصافحة سوريا، إذ لا بد عليه الالتزام الحقيقي بالتعامل المباشر معها، وأن يقدم أحسن ما في جعبته لتأمين المستقبل الأفضل من ذلك الموعودة به سوريا اليوم تلقاء الوضع المزري الراهن”.

أثر برس

اقرأ أيضاً