خاص|| أثر برس شغل العالم الجيولوجي الهولندي فرانك هوغربيتز، العالم بتغريداته ومنشوراته على حساباته الشخصية والتي تنبأ فيها بالزلازل التي حدثت مؤخراً، وقدم من خلال قناته على يوتيوب شرحاً للمزيد من التنبؤات، وبعد حدوث الزلازل عاد وأكد أنه كان يعلم بحدوثها وبالطبع أثارت تصريحاته ضجة كبيرة حول العالم، إذ إن هناك إجماعاً لدى الخبراء يؤكد عدم إمكانية التنبؤ بالزلزال قبل حدوثه.
في المقابل، افترض عدد من الباحثين أنه قد يكون توصل لشيء ما له علاقة بـ”الذكاء الاصطناعي”، حيث استطاع من خلاله معرفة ما سيحدث مسبقاً، فهل يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالزلازل؟.
بحسب أستاذة العلوم بشرى حمدان، فإن هناك طرق مختلفة للتنبؤ بالزلازل مثل مراقبة السلوك الحيواني غير المعتاد، أو قياس التغيرات في مستوى الماء الجوفي، أو ضغط الزيت في آبار النفط، والتغيرات في درجة حرارة الأرض، وحتى تسرب غاز الرادون من التشققات، وتحليل الصدمات أو الفجوات الزلزالية، واستخدام النماذج الاحتمالية بناءً على البيانات التاريخية، مضيفةً لـ”أثر”: “ومع ذلك، لا يمكن الاعتماد على أي من هذه الطرق التي لا يمكنها تحديد تاريخ وموقع وشدة الزلازل بدقة، لهذا يرى عدد من الباحثين أن الذكاء الاصطناعي (مفتاح مستقبل التنبؤ بالزلازل في جميع أنحاء العالم)”.
بدوره، مدرس الجيولوجيا غياث مسلم، قال لـ”أثر”: “يُمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي العثور على أنماط مخفية في البيانات التي قد تساعد في التنبؤ بالزلازل ومن الممكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحديد الأنماط والكشف عن التغيرات الدقيقة في سطح الأرض، وتحليل مصادر البيانات الأخرى التي يمكن أن تشير إلى زلزال وشيك، كما يمكن للنماذج القائمة على الذكاء الاصطناعي استخدام سمات مثل النشاط الزلزالي والاضطرابات الكهرومغناطيسية وتغيرات المياه الجوفية وما إلى ذلك، للتنبؤ بوقت وموقع وحجم الزلزال”.
وأضاف: “ويمكن كذلك للنماذج القائمة على الذكاء الاصطناعي، استخدام الزلازل الصغيرة وتأثيراتها التحفيزية الثانوية لتتبع تطور مجال الإجهاد الدقيق الذي يتحكم في النواة الزلزالية”.
ولفت مسلم إلى أن التعلم الآلي يعتبر أحد فروع الذكاء الاصطناعي ويسمح لأجهزة الحاسوب بالتعلم من البيانات، ويمكن لخوارزميات التعلم الآلي العثور على أنماط أو ارتباطات مخفية في كميات كبيرة من البيانات التي قد يصعب على البشر اكتشافها أو تفسيرها، ويستخدم الذكاء الاصطناعي بيانات الزلازل لتحليل قوتها وأنماطها، مما يساعد في التنبؤ بحدوث الزلازل.
وتابع: “بشكل عام، تعد هذه التقنية الجديدة تطوراً مثيراً في مجال أبحاث الزلازل، وسمحت للعلماء باكتساب نظرة ثاقبة حول كيفية تطور الزلازل بمرور الوقت، مما قد يساعدهم على التنبؤ بشكل أفضل بالزلازل المستقبلية وتأثيراتها المحتملة، وتعتمد دقة التنبؤ بالزلازل باستخدام التعلم الآلي على عوامل مختلفة، مثل جودة البيانات وكميتها ونوع وتعقيد الخوارزمية”.
من جانبه، المختص في الجيولوجيا التطبيقية م.مضر سليمة قال لـ”أثر”: “استطاع الإنسان من خلال التقنيات الحديثة حل كثير من المشكلات المستعصية، وذلك من خلال وفرة المعلومات التي قدمتها وسائط الاتصالات الحديثة بالتوازي مع تطور أساليب معالجة هذه المعلومات”، مضيفاً: “ويحتاج التنبؤ بالزلازل إلى هذه المعطيات وأكثر ربما، بالدرجة الأولى نحن بحاجة لنظام استشعار يستطيع تحليل البيانات الواردة من مراكز الرصد الزلزالي، ومراكز السبر (السيزمية) المنتشرة على سطح الأرض، عدا عن الحاجة للبيانات المستمدة من زلازل سابقة ومن خلال مطابقة البيانات الواردة مع تلك التي وردت في زلازل سابقة، قد يصل الإنسان إلى النجاح في التنبؤ بالزلازل التي ستحدث”.
وكان المختص في الجيولوجيا التطبيقية م.مضر سليمة، ختم كلامه لـ”أثر” مشيراً إلى أننا قد ننجح مبدئياً بالتنبؤ قبل دقائق أو ساعات وربما لاحقاً قبل أيام أو أسابيع، ولا نستطيع أن نعتبر ما تتلقاه أجهزتنا الذكية من تنبيهات قبل ثوانٍ من شعورنا بالهزات على أرض الواقع بأنه تنبؤ، فالموجة الزلزالية تستطيع أن تعبر بضعة كيلو مترات في الثانية الواحدة تتراوح سرعتها بين 5.5 و13.8 كيلومتراً في الثانية في حين تنتقل المعلومات بأجهزة الاتصال بشكلٍ أسرع بكثير وهذا يعني أنه إن كان مركز الهزة يبعد عنّا 100 كم فإننا قد نحصل على التنبيه قبل بضع ثوانٍ من وصول الموجة الزلزالية إلينا وكلما قصرت المسافة يتأخر وصول التنبيه فيكون الزمن هو الصفر للناس الذين يعيشون فوق مركز الهزة مباشرة.
دينا عبد