خاص || أثر برس شهدت زراعة النخيل تراجعاً كبيراً في البادية السورية خلال فترة الحرب، فيما تم الكشف عن إعداد دراسة لإقامة أول مشروع استثماري على مساحة 5 آلاف دونم، الهدف منها أولاً إعادة النهوض بهذا القطاع وزيادة الإنتاج.
عن هذا المشروع، يقول مدير عام الهيئة العامة لإدارة وتنمية وحماية البادية في وزارة الزراعة الدكتور بيان العبد الله لـ”أثر”: “نحن في طور دراسة المشروع حالياً ولم تتخذ أي خطوة بهذا الخصوص والفكرة هي إقامة واحة نخيل في البادية على مساحة 5 آلاف دونم لتكون أول مشروع استثماري لإنتاج النخيل في سوريا”، منوهاً بأن “العائق الوحيد الموجود هو المورد المائي لأن احتياج النخلة إلى الماء كبير جداً لذلك تمت مراسلة وزارة الموارد المائية لتأمين الاحتياج المائي للبدء بالمشروع.
وتابع أن هناك نقطتين مهمتين لزراعة النخيل في البادية الأولى: زيادة المساحات الخضراء للمساهمة في الحد من التغييرات البيئية والثانية: توفير عائد اقتصادي لسكان المنطقة من بيع التمور والرطب.
وهنا أوضح أن “حوض البادية يعاني من الوفرة المائية بسبب قلة الهطولات المطرية نتيجة التغيرات المناخية إضافة إلى نقص في مغذيات الحوض والتي تتمثل في الأنهار والبحيرات والأمطار وكما نعلم أن هناك تضييق في الحصة المائية لسوريا من نهر الفرات من الجانب التركي وهذه العوامل كلها تؤثر على وفرة المياه”.
وبين العبد الله أن الحل لهذا العائق هو التأقلم معه وزراعة المساحات بحسب القدرة على تأمين الاحتياج المائي لها وذلك لضمان عدم زيادة العجز المائي بعجز آخر، لافتاً إلى أنه يتم إعداد دراسة لهذه المساحات وتحديد نسبة احتياجها من الماء بالتعاون بين وزارة الزراعة ووزارة الموارد المائية لأن هناك حاجة لأن يكون هناك استمرارية بزراعة النخيل لا أن يتم إيقاف المشروع بعد مدة زمنية قصيرة.
وكان وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا أوضح أن العديد من مراكز أمهات النخيل دمرتها الحرب، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل بالتعاون مع المراكز البحثية ومنها (أكساد) على تطوير الأصناف وانتخاب السلالات والمناطق المثلى لزراعة النخيل، مبيناً أنه يوجد في سوريا أكثر من 20 صنفاً وأكثر من 14 سلالةً منتخبةً مزروعةً ضمن بساتين الأمهات والواحات والمراكز التابعة للوزارة،
الجدير ذكره أن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) افتتح ورشة عمل تحت عنوان “قطاع النخيل في سوريا.. الوضع الراهن والرؤى المستقبلية” في بداية الشهر الحالي، بمشاركة خبراء وباحثين سوريين وعرب، عبر تقنية الفيديو “ويبينار” في مقر المركز بدمشق.
لمى دياب