رأت صحيفة “واشنطن بوست” أن الولايات المتحدة تعاني من غياب القيادة الحكيمة في ظل تفشي فيروس كورونا.
حيث قالت الصحيفة في افتتاحيتها إن “وباء كورونا قد قتل عدداً من الأشخاص في الولايات المتحدة أكثر من أي مكان آخر في العالم، وفي الوقت نفسه، تعاني الأمة من غياب القيادة من قبل الرئيس دونالد ترامب وإدارته، وبينما المنزل يحترق، يقف السيد ترامب في الحديقة الأمامية، متفاخراً بالنجاح وينكر المسؤولية ويطلب من الآخرين الاستيلاء على خرطوم الحديقة لإطفاء الحريق ويعد بإعادة كل شيء إلى طبيعته قريباً، إن ضعفه يكلف البلاد غالياً”.
وأضافت الصحيفة أنه بعد أسابيع من التضحية، وصلت الأمة إلى مفترق طرق صعب للغاية، نحن بحاجة إلى الحفاظ على معركة شديدة ضد انتشار العدوى بينما نحاول تدريجياً وبدقة إعادة تنشيط الاقتصاد ومع ذلك فإن السيد ترامب الذي قرر عدم القيام بجهد فيدرالي واسع النطاق لمحاربة فيروس كورونا المستجد، وبدلاً من ذلك نقل المسؤولية إلى الحكام، يحضهم الآن على إعادة فتح الولايات في وقت مبكر جداً، والمخاطرة بمزيد من الإصابات، والمزيد من الوفيات والمزيد من الخسائر الاقتصادية، سأل السيد ترامب الثلاثاء: “هل سيتأثر بعض الناس؟ هل سيتأثر بعض الناس بشدة؟ وأجاب: “نعم. لكن علينا أن نفتح بلادنا وعلينا أن نفتحها قريباً”.
ورأت “واشنطن بوست” أن الرئيس ترامب يتجاهل الاستراتيجية التي تبناها قبل أسابيع فقط، في أبريل الماضي، أعلن البيت الأبيض عن سلسلة من “المبادئ التوجيهية” للحكام بشأن إعادة فتح تدريجي، مع معايير مثل تحقيق “مسار نزولي لحالات الإصابة الموثقة في غضون 14 يوماً” وتوافر كبير لاختبار الإصابة بالفيروس، ومن دون استيفاء هذه المعايير، فإن أكثر من اثنتي عشرة ولاية في الجنوب والغرب الأوسط تخفف من إجراءات التباعد الاجتماعي، لكن ترامب لا يمكن أن يزعج نفسه للمطالبة بالامتثال لتوجيهاته الخاصة؛ يبدو أنه قد نسي كل شيء عنها في تشجيعه لإعادة الفتح.
وتؤكد الصحيفة أن عواقب الفتح قد تكون مأساوية، إذ أن الولايات المتحدة تكافح بالفعل مع استمرار الإصابة بالعدوى بعشرين ألف إصابة جديدة في اليوم، وأكثر من 2000 حالة وفاة يومية، يعتقد العديد من العلماء وخبراء الصحة العامة أن هذه الأرقام سترتفع بفضل إعادة التشغيل المتسرع للاقتصاد.
وختمت “واشنطن بوست” قائلة إن تفادي الانهيار الاقتصادي للأمة يتطلب اتخاذ إجراءات، لكن الاستجابة الصحيحة هي إعادة فتحها بطريقة مستدامة لا تكلف آلاف الأرواح الإضافية، لا يعرف السيد ترامب كيفية تحقيق ذلك، بل يبدو كذلك أنه غير راغب في معالجة المشكلة بجدية. قد نرى قريباً عواقب وخيمة بسبب تقاعسه عن أداء مسؤوليته.