نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالاً للصحفية “كارين دي يونغ”، تشرح فيه الأسباب الخفية وراء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، والذي أدهش المستشارين والحلفاء.
وجاء في المقال:
في نيسان الماضي، تحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن أنه “يريد عودة الجنود سريعاً”، إلا أنه تم إقناع الرئيس بتغيير موقفه بعد ذلك، ووافق على بقاء حوالي 2000 جندي في سوريا لأجلٍ غير محدد، وليس حتى هزيمة تنظيم “داعش”، بل حتى التأكد من إنهاء الوجود الإيراني في سوريا.
ولكن، أجبر ترامب حكومته والعالم في يوم الأربعاء على الانصدام بتصريحاته عندما ناقض نفسه، لافتاً إلى أنه اتخذ قراره يوم الثلاثاء في اجتماع عقده مع كبار مستشاريه، وبحضور وزيري الخارجية والدفاع، اللذين لم يوافقا على القرار، عازياً ذلك إلى هزيمة التنظيم في سوريا.
ونقلاً عن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، فإن هزيمة تنظيم “داعش” في آخر جيب له قرب الحدود العراقية تحتاج لأشهر، وهناك آلاف المسلحين المختبئين الذين ينتظرون الفرصة للخروج من مخابئهم.
إن الاستراتيجية الأمريكية في سوريا جاءت بعد انتقادات مكثفة لغياب الرؤية المتماسكة من الإدارة بشأن ما تريد تحقيقه، وفي بداية رئاسته مدح ترامب لأنه قام بإطلاق صواريخ كروز ضد قواعد عسكرية للقوات السورية.
اتصال أردوغان بالرئيس كان هو السبب الوحيد لقرار ترامب الذي ينظر إليه على أنه متعجل وغير حكيم، ويرى مدير مشروع الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جوناثان الترمان، أن قرار الرئيس تزامن مع إعلام الإدارة الكونغرس بأن صفقة صواريخ باتريوت، التي تريد تركيا شراءها منذ وقت، قد تمت الموافقة عليها بعد سنوات من التفاوض حول شروط الصفقة بين أنقرة وواشنطن، وقال أولترمان: “سيكون الأمر مربكاً لو تم القرار من أجل مصالح تجارية”.