خاص|| أثر برس بعد ساعات من التصعيد في فلسطين إثر عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس بتاريخ 7 تشرين الأول الجاري، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية نيتها إرسال تعزيزات عسكرية إلى الكيان الإسرائيلي، وتقديم أنواع الدعم كافة له، وبعد هذا الإعلان بساعات توسّعت دائرة التصعيد ودخلت الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة إلى خط التصعيد بعد استهدافات متبادلة حصلت بين أراضي فلسطين المحتلة وأراضي كل من لبنان وسوريا، كما حذّرت حركات المقاومة في العراق واليمن ولبنان من دخول القوات الأمريكية دخولاً مباشراً بهذا التصعيد، وأكد مسؤولون في المقاومة العراقية أنه في حال دخلت القوات الأمريكية دخولاً مباشراً فسيتم استهداف قواعدها داخل العراق وخارجه.
هذه التطورات أثارت تساؤلات حول دور القواعد الأمريكية المنتشرة في سوريا بهذه الحرب وكيف يمكن أن تؤثر على مسار التعاون بين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي.
وفي هذا الصدد أشار خبراء عسكريون وسياسيون إلى أن هذا التصعيد تتأثر به المنطقة كلها، وأوضح العميد هيثم حسّون، في حديث لـ”أثر” أن “الأمريكي لم يأت بحاملات الطائرات للاشتراك في حرب وإنما أرسلها لرفع الحالة المعنوية للكيان الصهيوني، ولتهديد دول المنطقة وخاصة الأطراف التي يمكن أن تدخل إلى خط المواجهة، كما هدف منها إلى تأمين مركز قوة كبير يردع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجانب الروسي الذي أعلن إعلاناً واضحاً أنه يعارض دعم الولايات المتحدة الأمريكية للكيان الصهيوني في هذه الحرب، كما يريد بايدن في هذه المرحلة الظهور بمظهر صهيوني أكثر من الصهاينة نفسهم وذلك استعداداً للانتخابات الجارية”.
هل تقدم واشنطن الدعم للكيان الإسرائيلي من قواعدها الموجودة في سوريا؟
أشار العميد حسون، إلى أن “القواعد الأمريكية الموجودة في سوريا هي جزء من المنظومة العسكرية والأمنية للولايات المتحدة الأمريكية، وفي حال دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب فهذه القواعد ستتأثر تأثراً مباشراً من عمليات المقاومة التي يمكن أن تستهدفها”، مستبعداً في الوقت نفسه أن تدخل هذه القواعد عسكرياً وميدانياً بهذا التصعيد، وقال: “أظن أنه لن يحصل في القواعد الأمريكية الموجودة في سوريا أي تغيير لأنه من الأساس الولايات المتحدة الأمريكية لن تدخل في مثل هذا الصراع مباشرة”.
وأضاف أن “تقديم دعم للكيان الصهيوني من هذه القواعد غير ممكن لأنها بعيدة جغرافياً، والدخول إلى خط المواجهة ضد المقاومة سيجعل هذه القوات الأمريكية في مواجهة مع أطراف أخرى، وهي لا تريد أن تدخل في صراع مباشر مع أي طرف وتريد إبقاء حالة الهدوء في المناطق التي تحتلها”، وهذا أمر أشارت إليه الخارجية الروسية أمس الثلاثاء، بقولها: “إرسال حاملة الطائرات الأمريكية إلى الشرق الأوسط يرفع من مخاطر انخراط أطراف أخرى في الصراع وتشعبه”.
بدوره لفت المحلل السياسي الدكتور أحمد الدرزي، في حديث لـ”أثر” إلى أن مهمة القوات الأمريكية في سوريا لا ترتبط بتقديم دعم عسكري للكيان الإسرائيلي، وأوضح أن “دور هذه القواعد لا يرتبط بالدعم الأمريكي لإسرائيل وإنما تحقيق وظيفة معينة تصب في مصلحة إسرائيل بشكل غير مباشر”، متابعاً “وظيفة هذه القواعد الإبقاء على تفكك سوريا وإبقائها ضعيفة وعدم خروجها من أزمتها إلا بوجود نظام سياسي جديد يعمل لصالح الأمريكيين، كما تعمل هذه القواعد لعرقلة المشروع الأوراسي والأمر الثاني عرقلة مبادرة الحزام والطريق الصينية بالإضافة إلى منع التواصل البري المفتوح بين العراق وسوريا لبنان وفلسطين”.
مهام استخباراتية
تؤكد التقديرات أن القواعد الأمريكية الموجودة في سوريا، تتولى وظيفة مهمة جداً لواشنطن وحلفائها، وتتمثل هذه المهمة بتقديم المعلومات الاستخباراتية للكيان الإسرائيلي، وسبق أن كشف موقع “المونيتور” الأمريكي أن القاعدة الأمريكية الموجودة في التنف جنوبي سوريا تقدّم معلومات استخباراتية للكيان الإسرائيلي لتنفيذ اعتداءاته المتكررة على سوريا، ويوضح في هذا الصدد العميد حسون: “القواعد الأمريكية تؤمن تواصلاً استخباراتياً دائماً بين منظومات وقواعد الوجود الأمريكي في سوريا والعراق وتركيا ومناطق أخرى وبالتالي هي جزء من منظومة تدار من غرفة عمليات واحدة”.
الأمر نفسه أكده الدكتور الدرزي، إذ قال: “الدعم الاستخباراتي موجود ومستمر بكل المنطقة من كل القواعد الأمريكية الموجودة في سوريا والعراق والخليج، لكن القواعد الموجودة في سوريا لها دور استخباراتي أكبر بحكم قربها من إيران وقربها من مواقع الحشد الشعبي في العراق”، مضيفاً أن “أمريكا تقدم معلومات استخباراتية للإسرائيليين لتنفيذ ضربات في سوريا، وبالوقت الحاضر تحرص واشنطن على الإبقاء على الإمكانيات الاستخباراتية لقواعدها الموجودة في سوريا التي تقوم بها وخاصة قاعدة التنف”.
أما فيما يتعلق بموقف دمشق من دخول سوريا بهذا التصعيد، قال الدكتور الدرزي لـ”أثر”: “سوريا تدرك تماماً أن المشكلة الحقيقية في هذه المنطقة والمعيق الأساسي لعدم خروج من أزمتها هو الكيان الإسرائيلي” مشيراً إلى أنه دخول سوريا بهذا التصعيد سيكون عبر السماح لقوى المقاومة في الجنوب أن تتحرك إذا اقتضت الحاجة، وذلك بهدف “رسم معادلة جديدة في المنطقة تسمح لسوريا بالعودة إلى الحياة الطبيعية”.
زهراء سرحان