حضر الملف السوري في القمة التي عُقدت أمس الإثنين بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو”، وتحديداً مسألة التوترات بين “إسرائيل” وتركيا في سوريا.
وفي هذا الصدد، دعا ترمب، ضيفه “نتنياهو” خلال لقائهما في البيت الأبيض- إلى “حل مشاكله” مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتصرف بـ”عقلانية”.
وتحدث ترامب -في تصريحاته للصحفيين خلال لقائه نتنياهو- عن علاقته الجيدة مع الرئيس التركي، قائلاً: “لدي علاقة رائعة مع رجل اسمه أردوغان، وأنا أحبه وهو يحبني، وهذا ما يغضب وسائل الإعلام”.
وأوضح أنه أخبر “نتنياهو” بأنه “يحب أردوغان، وإذا كانت لديه مشاكل معه فعليه حلها”، مؤكداً أن “على الإسرائيليين التصرف بعقلانية لحل أي مشكلة مع تركيا”.
وأضاف ترمب في حديث موجه لـ”نتنياهو” أمس الإثنين: “أعتقد أنني أستطيع حل أي مشكلة لديكم مع تركيا. أعني طالما أنكم عقلانيون، يجب أن تكونوا عقلانيين. يجب أن نكون عقلانيين”، مضيفاً أن “إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، فأعتقد حقاً أنك ستتمكن من حلها. كما تعلم لدي علاقة جيدة جداً مع تركيا ومع زعيمها، وأعتقد أننا سنتمكن من حلها. لذا آمل ألا تكون هذه مشكلة. لا أعتقد أنها ستكون مشكلة”.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه يتمتع بعلاقات “رائعة” مع أردوغان، الذي وصفه بأنه “رجل قوي، وذكي للغاية، وقد فعل شيئاً لم يتمكن أحد من فعله”، في إشارة إلى دور تركيا في إسقاط الأسد.
وكشف ترامب أنه قال لأردوغان في محادثات سابقة: “قلتُ له تهانينا، لقد فعلتم ما لم يستطع أحد فعله طوال ألفي عام. لقد أخذت سوريا، لكن نفى ذلك، لكنني قلت له مجدداً كلا أنت من أخذها”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه لا يريد أن تستخدم سوريا من أي جهة، بما في ذلك تركيا، لشن هجمات على “إسرائيل”، معتبراً أن “علاقات أنقرة المميزة مع واشنطن قد تساعد في تجنب الأزمة”، حسب تعبيره.
وفي وقت سابق، نشر المحلل العسكري الإسرائيلي “رون بن يشاي” مقالاً في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أشار فيها إلى قلق “إسرائيل” من الوجود العسكري التركي في سوريا وتمددها نحو الجنوب السوري.
ولم يستبعد “بن يشاي” سيناريو التقسيم في سوريا، إذ كشف أن “إسرائيل لا تستبعد التفاهم مع تركيا على تقاسم النفوذ في سوريا، ضمن خطة أوسع تنسقها الولايات المتحدة”.
وأوضح أن التقسيم سيكون وفق سيناريو يتوزع فيه النفوذ فيها كالتالي: روسيا في الساحل الغربي، تركيا في الشمال، إسرائيل في الجنوب، والولايات المتحدة في الشرق الغني بالنفط، على أن تدار بقية المناطق من قبل نظام مؤقت، بانتظار تشكّل حكومة سورية مستقرة خلال عدة سنوات، وفق ما نقلته “يديعوت أحرنوت”.
ويرى “بن يشاي” أن لدى “إسرائيل” قدرة على التواصل معها بوسائل دبلوماسية، بخلاف الوضع مع إيران، فأنقرة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وحليف للولايات المتحدة، كما أن قنوات الاتصال الاستخباري والاقتصادي بين البلدين لا تزال فعالة، رغم الخلافات الحادة حول حماس والقضايا الإقليمية.