قالت مصادر في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، لصحيفة “الغد” الأردنية، إن “الإدارة الأميركية اشترطت على الوكالة إحداث تغيير في المناهج الدراسية والتزام الحيادية، وذلك لضمان استمرار الدعم الأميركي للوكالة، على أن يتم حصر هذه المساعدات في إقليمي الأردن والضفة الغربية وقطاع غزة فقط، بدون اللاجئين المقيمين في سوريا ولبنان”.
وأضافت المصادر “أن لإدارة الأميركية تقدمت للأونروا بشرط تغيير المناهج، التي تُدرس في مدارسها، لجهة شطب كل ماله علاقة بحق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين، وإسقاط هوية القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، وإلغاء ما يخص النضال أو المقاومة ضد الاحتلال، أو تعبير الانتفاضة الفلسطينية”.
ونوهت نفس المصادر إلى شرط الحيادية، عبر إلغاء الأنشطة والفعاليات المتعلقة بمناسبات خاصة بالقضية الفلسطينية، مثل وعد بلفور والنكبة وحرب العام 1967 وغيرها، وعدم التعاطي مع أي نشاط سياسي.
من جانبه، قال “سامي مشعشع” المتحدث الرسمي باسم “الأونروا”: “إن الإدارة الأميركية صرحت بأن استمرار تبرعها للوكالة منوط بإصلاحات تتوقعها من الأونروا، كما حددت رغبتها بصرف تبرعاتها بدون إقليمي لبنان وسوريا”.
وأوضح مشعشع “أن الأونروا تواجه تحديات هائلة في الأسابيع والأشهر المقبلة”، مفيداً بأن “الولايات المتحدة قدمت للوكالة تبرعات بمبلغ إجمالي مقداره 350 مليون دولار في العام 2017، بينما تسلمت الأونروا منها الآن نحو 60 مليون دولار فقط من هذا المبلغ”.
وأكد التزام الأونروا بالمحافظة على الخدمات، التعليمية والصحية والإغاثة الاجتماعية، المقدمة لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، في أقاليم عملياتها الخمس، منهم زهاء 2 مليون لاجئ فلسطيني في الأردن، بنسبة 42 % تقريباً، مسجلين لدى الوكالة.
وأوضح أن “تمويل مؤسسة إنسانية يعد مسألة تطوعية بالكامل، ومن صلاحيات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة”، مفيداً بأن “الولايات المتحدة قامت باتخاذ قرار سيادي، عند التقليص بشكل كبير من تبرعاتها طويلة الأمد للأونروا، والمقدمة لأجل اللاجئين”.
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تحدث قبل أيام بأنه سيوقف كل المصاريف الأميركية التي لاتعود بالنفع على الولايات المتحدة، و يرى مراقبون بأن الإجراء الأخير يصب في التوافق السياسي بين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي والذي ظهر واضحاً من خلال شرط تغيير المناهج التعليمية التي تشّرب منها الجيل الفلسطيني حالة المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي.