أعربت لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي عن انزعاجها من استقبال الصين للرئيس بشار الأسد.
وأشارت اللجنة في منشور لها عبر منصة “X” إلى أن هذا الترحيب الصيني بالرئيس الأسد “دليل على الخطر الذي تشكله الصين وأصدقاؤها في روسيا وإيران وسوريا”.
ووصل الرئيس الأسد، وعقيلته إلى الصين، بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث أرسل الرئيس الصيني طائرة رئاسية خاصة لتقل الرئيس الأسد وعقيلته والوفد المرافق لهما، وأقيمت مراسم استقبال رسمية في مطار خانجو الدولي، حيث كان في استقبال الرئيس الأسد وزوجته وزير التجارة وانغ وينتاو، ونائب رئيس المجلس الاستشاري في مقاطعة تشجيانغ جونغ شي وي، والسفير الصيني بدمشق وعقيلته.
ووقعت سوريا والصين اليوم اتفاقية تعاون استراتيجي ذلك بحضور الرئيس بشار الأسد، ونظيره الصيني شي جين بينغ، وشملت الاتفاقية ثلاث وثائق هي: اتفاق تعاون اقتصادي، ومذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، ومذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق” وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسمية.
وأكد الرئيس الصيني أن هذه الاتفاقية ستكون حدثاً مفصلياً ومهماً في تاريخ العلاقات الثنائية في وجه الأوضاع الدولية غير المستقرة.
بدوره، أكد الرئيس الأسد، أن “هذه الزيارة مهمة بتوقيتها وظروفها حيث يتشكل اليوم عالم متعدد الأقطاب سوف يعيد للعالم التوازن والاستقرار، ومن واجبنا جميعاً التقاط هذه اللحظة من أجل مستقبل مشرق وواعد”.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، أن الصين ترى في زيارة الرئيس الأسد فرصة لدفع العلاقات مع سوريا إلى مستوى جديد، مؤكدة أن هذه الزيارة ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين.
وأشارت العديد من التحليلات إلى أن ما حصل في الزيارة وتوقيتها، تحمل دلالات سياسية متعددة، وفي هذا السياق لفتت صحيفة “رأي اليوم” إلى أن إرسال طائرة رئاسية خاصّة من الصين لتقل الرئيس الأسد والوفد المُرافق له، “هي خطوة تعود لغايات أمنيّة، وتحمل دلالات سياسيّة لافتة، وأهميّة الرئيس الأسد بالنسبة للقيادة السياسيّة الصينيّة”، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تعزز حالة التحالف بين الدول المضادة للولايات المتحدة الأمريكية.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريراً أكدت خلاله أن هذه الزيارة تتزامن مع محاولات الصين تقديم نفسها كدولة مؤثرة ومهمة في الشرق الأوسط، وكشريك للدول التي ترفضها الولايات المتحدة والغرب.
وحول احتمال مشاركة الصين في عملية إعادة الإعمار في سوريا، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه “من غير المتوقع أن تضع الصين شروطاً سياسية مقابل المساهمة في إعادة إعمار سوريا، فقد دعمت موقف الدولة السورية إلى جانب روسيا، واستخدمت الفيتو في مجلس الأمن”.
يشار إلى أن هذه الزيارة هي الأولى للرئيس الأسد، منذ عام 2004، وتأتي هذه الدعوة الصينية للرئيس الأسد بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إلى دمشق في تموز 2021، وناقش حينها مع الرئيس الأسد رزمة من الملفات الاقتصادية والدبلوماسية المشتركة، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين، والتوافق على الانطلاق نحو مرحلة جديدة في تعزيز العلاقات بين الجانبين، وفتح آفاق أوسع للتعاون الثنائي في كل المجالات، وعام 2022 تم توقيع مذكرة تفاهم في مقر “هيئة التخطيط والتعاون الدولي” في دمشق مع السفارة الصينية بالانضمام إلى مبادرة “الحزام والطريق” التي تقع سوريا على أحد أبرز طرقها.