أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن خطة تركيا بإعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائلها لا تندرج ضمن إطار التغيير الديموغرافي.
وأكد ميلر، خلال مؤتمره الصحفي اليومي أن بلاده لا ترى فكرة أن إعادة اللاجئين السوريين إلى الشمال السوري تعتبر “تغيير للديموغرافيا” في تلك المنطقة “غير صحيحة”.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن “عودة اللاجئين السوريين، يجب أن تكون عودة أي لاجئ إلى سوريا يجب أن تكون طوعية وآمنة وكريمة ومستدامة ومنسقة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين”.
وحول موقف بلاده من عودة اللاجئين السوريين قال: “الولايات المتحدة لا تعارض العودة الطوعية الفردية، إلا أن الظروف في سوريا اليوم لا تسمح بعودة منظمة على نطاق واسع”، مؤكداً أن واشنطن “كانت واضحة جداً بشأن هذا الأمر مع شركائها الأجانب، بما فيهم تركيا”.
وكان وزير الخارجية فيصل المقداد، قد أكد خلال زيارته إلى العاصمة الإيرانية طهران “الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة تسعى إلى إعاقة عودة اللاجئين السوريين، بذريعة أن الظروف غير مواتية، وتقوم بفرض إجراءات اقتصادية قسرية غير شرعية تتسبب بتأخير هذه العودة وحرمان السوريين من أبسط احتياجاتهم”.
كما يأتي التصريح الأمريكي حول نية أنقرة إجراء تغيير ديموغرافي، في مناطق الشمال السوري، في الوقت الذي تنشط فيه تركيا مؤخراً في ملف اللاجئين السوريين، حيث كثّفت مؤخراً أعمالها لإعادة هؤلاء اللاجئيين إلى مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها شمالي سوريا، وفي هذا الصدد قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تموز الفائت: “إن تركيا تخطط لضمان عودة نحو مليون لاجئ على أراضيها إلى سوريا، مضيفاً أنه “ستستمر عودة اللاجئين إلى وطنهم مع ارتفاع مستوى الأمن والاستقرار في سوريا، حتى الآن، عاد أكثر من 600 ألف نازح إلى البلاد، ونخطط لضمان عودة مليون لاجئ إلى وطنهم”.
وفي السياق ذاته أكد وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، الذي أنه تمت إعادة أكثر من نصف مليون لاجئ سوري إلى سوريا، وعن المكان الذي تم نقل اللاجئين السوريين إليه، قال كايا: “نتيجة الخدمات التي وفرناها للشمال السوري، عاد أكثر من 500 ألف سوري إلى بلادهم طوعياً وبأمان”، موضحاً أن “عدد سكان مدينة جرابلس شمالي سوريا بلغ مئات الآلاف بسبب العودة الطوعية الناجمة عن الخدمات التي نقدمها هناك”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وتعتبر مسألة إعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق الشمال السوري، جزءاً من مشروع طرحه أردوغان في أيار 2013 بعنوان “المنطقة الآمنة” ثم عرض الخريطة المفصلة لها على منبر الأمم المتحدة في 2019، وتشير تركيا إلى أن هدفها من هذا المشروع حماية حدودها وشعبها من التهديدات الأمنية، وتطهير المنطقة من وحدات حماية الشعب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكياً”، أما عن الهدف غير المعلن، أكد سابقاً الصحافي السوري المختص بالشأن التركي سركيس قصارجيان، في حديث لـ”أثر”: “أنه ضمن رؤية تركيا لهذه المنطقة، فإن أنقرة ترغب أن تكون تلك المنطقة متأتركة وهذا واضح في الإجراءات التي تجريها تركيا وبالتالي هي أبعد من سياسة آنية لاحتضان اللاجئين، بل هي أقرب إلى سياسات تتريك لهذه المنطقة وبالتالي تأمين ثقل ونفوذ تركي في السياسة الداخلية السورية، وهذه المرة بالقوة الناعمة من المدخل التعليمي والسياسي والثقافي”.