أثر برس

واشنطن تلجأ إلى خيارات بديلة في سوريا

by Athr Press Z

التطورات التي طرأت مؤخراً على الوجود الأمريكي في سوريا من الناحيتين العسكرية والسياسية، أعاد إلى الأروقة السياسية في الداخل الأمريكي الحديث عن مصير وجودهم العسكري في سوريا، وذلك في الوقت الذي تستمر فيه القوات الأمريكية بتحركاتها العسكرية في سوريا من خلال استمرار غاراتها على مناطق شمال شرق سوريا التي تخلّف المزيد من الضحايا المدنيين، إلى جانب تغييرات تجريها في قادة الفصائل التي تدعمها.

في هذا الصدد قال كريستوفر الخوري، الذي عمل مستشاراً لسياسة العراق وسوريا مع مكتب تابع لـ”التحالف الدولي” بقيادة واشنطن:
“كل يوم يمر يزيد من المخاطر التي تتعرض لها القوات الأمريكية ويضعف الموقف التفاوضي للولايات المتحدة فيما يتعلق بالمكاسب التي يمكن الحصول عليها من الدولة السورية وروسيا”، مشيراً إلى أنه “الانسحاب الأمريكي من سوريا سيكون مكلفاً سياسياً، ويزيد من زعزعة الثقة الإقليمية في التزام الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط”، مضيفاً أن “واشنطن أدركت أن استثمار المزيد من الموارد المالية والعسكرية بشكل كبير، على أمل تأمين نتيجة سياسية غير محددة ليس الوسيلة للتغلب على التحدي الأساسي في سوريا، وهو أن الدولة السورية انتصرت في الحرب”، وفقاً لما نقله موقع “مصر 360“.

صحيفة “فورين أفيرز” الأمريكية نشرت تقريراً يحمل وجهة نظر مطابقة لما ذكره الخوري، حيث أفادت بأن: “يمكن احتواء تهديد التنظيم دون تعريض القوات الأمريكية للأذى، وذلك من خلال تنفيذ عمليات بطائرات دون طيار، وغارات جوية، لمواصلة الضغط لمكافحة ما تبقى من التنظيم” منوّهة إلى أن “الانسحاب الأمريكي المنسّق من شأنه أن يحسن بشكل كبير من احتمالية التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، بشأن الوصول للمجال الجوي السوري” مضيفة أنه “حتى مع تراجع نشاط تنظيم داعش، فإن المخاطر تتزايد على القوات الأمريكية التي تتشكل بعضها من العلاقات المتوترة مع روسيا، فمنذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، انخرطت الطائرات الروسية في سلسلة من العمليات الجوية الخطيرة، وهذا السلوك قد يزيد من خطر نشوب صراع أمريكي روسي مباشر غير مقصود”.
وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية مقالاً أشارت خلاله إلى أن “واشنطن نفذّت إحدى الهجمات على مقربة خطيرة من مواقع روسية، في إحدى القرى الخاضعة لسيطرة دمشق، وتثير تصريحات القيادة الأمريكية حول توسيع منطقة العمليات في سوريا السؤال عما إذا كان خط تجنب الاصطدام مع روسيا لا يزال يعمل، وما يجعل لنشاط واشنطن المتزايد في مواقع قريبة من مناطق مسؤولية موسكو ودمشق المباشرة أهمية إضافية هو تزامنه مع تردي العلاقات على خلفية الاحتكاك العالمي حول أوكرانيا” مشيرة إلى أن “الإجابة عن هذا السؤال قدمها جزئياً مصدر أمريكي رفيع المستوى لوكالة أسوشييتد برس، بقوله: إن الولايات المتحدة لم تستخدم، خلال هذه الغارة ولأول مرة منذ فترة طويلة، قناة الاتصال بين الجيشين، والتي تم إنشاؤها لمنع وقوع حوادث عرضية على الأرض، ومع ذلك، فإن التخلي عن استخدام خط الاتصال كان وليد الرغبة في التصرف بسرية وبسرعة، وليس ردة فعل على الوضع في أوكرانيا”.

فيما نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية وجهة نظر مخالفة بخصوص التوترات بين روسيا وأمريكا في سوريا، لافتة إلى الصور التي تم نشرها مؤخراً لجنود روس وأمريكيين وهم يتبادلون التحية في منطقة الحسكة، حيث نقلت الصحيفة عن الباحث المتابع للشأن السوري سامويل راماني، قوله: “إنها لحظات نادرة ومؤشر على أن روسيا والولايات المتحدة لا يزالان يريدان منع التصعيد في سوريا” مشيرة إلى أنه خلال الفترة الماضية “تكررت لقاءات عناصرهم خلال الدوريات، خصوصاً في المنطقة الحدودية مع تركيا، وأدت في مرات قليلة إلى احتكاكات محدودة”.

يؤكد الخبراء على أن خيار الانسحاب الأمريكي من سوريا غير مطروح حالياً، لافتين إلى وجود مؤشرات تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل خلال هذه الفترة على تغيير أسلوب عملياتها في سوريا بطريقة تحمي فيها جنودها دون أن تخفّض من وتيرة تحركاتها، حيث أجرت خلال الأسبوع الفائت غارتين جويتين بواسطة طائرات مسيرة، وكثّفت انتشار عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” بمحيط قواعدها، إلى جانب حضورها اللافت في ملف مخيم الهول الذي يضم عوائل تنظيم “داعش”.

أثر برس

اقرأ أيضاً