في ظل إعراب الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها من الهجمات المتكررة التي تعرضت لها في الأيام الأخيرة شرقي سوريا، تشير تقارير إعلامية متعددة إلى مخاوف منتشرة في صفوف القوات الأمريكية في تلك المنطقة من الانتقال إلى المزيد من التصعيد، مشيرين إلى أن قوات الحشد الشعبي في العراق عُرضت عليها وساطات من أطراف متعددة لوقف التصعيد ضد القوات الأمريكية في العراق أيضاً.
ونقلت صحيفة “القدس العربي” عن مصادرها أن بعد الهجمات المتكررة على أهم قواعدها شرقي سوريا، تخشى القوات الأمريكية من استخدام المسيرات ضدها، مشيرة إلى أن استخدامها ينشر حالة من عدم الاستقرار في صفوف قواتها المتواجدة في سوريا.
وفي العراق، أفادت الصحيفة بأن كتائب “سيد الشهداء” التابعة للحشد الشعبي العراقي أعلنت السبت، عن وجود وساطات من أطراف متعددة تهدف لإيقاف التصعيد واستهداف القوات الأمريكية في العراق، حيث قال الناطق باسم “سيد الشهداء” كاظم الفرطوسي: “رفضنا بشدة أي وساطات فيما يخص إيقاف هجماتها ضد القوات الأمريكية”.
وأثارت هذه الهجمات على مواقع القوات الأمريكية في سوريا والعراق، العديد من إشارات الاستفهام حول مصير الوجود الأمريكي في تلك المنطقة، في حين أكد محللون في حديث لـ”أثر” أن ما الهجمات التي نشهدها هي مجرد إجراء تكتيكي ولا يحمل أبعاد استراتيجية والهدف منه هو إيصال رسائل نارية إلى الجانب الأمريكي، لا سيما بعد اعتداءها على الحدود السورية-العراقية.
وفي هذا السياق قال الإعلامي والمحلل السياسي غسان يوسف، في حديث لـ”أثر”: “أعتقد أن الولايات المتحدة هي بصدد إعادة تجميع وإعادة انتشار ومحاولة الهرب إلى الأمام ولذلك لاحظنا بروباغندا كبيرة من قبل الولايات المتحدة ضد هذه الاستهدافات ولكن أعتقد أنها عندما تقوم بالرد أو الضرب، فستقوم القوات الرديفة للجيش السوري أيضاً بالرد، حتى لو كانت مجموعات صغيرة فهي قادرة على ضرب القوات الأمريكية المنتشرة في حقل العمر أو كونيكو في الحسكة كما بدا واضحاً”.
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي السوري فريد سعدون، حول احتمال الانسحاب الأمريكي: “مثل هذا القرار يبنى وفق الوضع السياسي والاقتصادي الدولي وعلى نوعية الصراع في منطقة تواجد القواعد، فانسحاب الجيش الأمريكي من قاعدة السيلية بقطر ونقل جزء من جنودهم وعتادهم إلى الأردن، جاء لأسباب سياسية وضروريات عسكرية تخص الوضع الإسرائيلي ولا علاقة له بالاستهداف”.