أجرت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً في الشرق السوري، تحركات عسكرية متعددة، تمثلت بمناورات مشتركة مع “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” وإرسال تعزيزات عسكرية إلى قواعدها، ما أثار الشكوك حول أسباب هذه التحركات والغرض منها، حيث لفتت بعض التقارير إلى أن واشنطن تنوي شن عملية عسكرية للسيطرة على المنطقة الممتدة من الحدود العراقية وصولاً إلى التنف جنوبي سوريا.
فيما نفى البنتاغون رسمياً نيته لشن أي عملية عسكرية، لكن هذا النفي الأمريكي لم يُلغِ البحث في خلفيات هذه التحركات الأمريكية والهدف منها، حيث لفتت صحيفة “رأي اليوم” إلى أن “النفي الأمريكي لنوايا وخطط تحركات قواتها في الشرق السوري أتى بعد الاتفاق المبرم مع إيران قبل أيام والذي تم بموجبه اطلاق سراح خمسة أمريكيين معتقلين في إيران مقابل رفع التجميد عن أموال إيرانية في كوريا الجنوبية والعراق من عائدات النفط” مشيرة إلى أنه في ضوء هذا الاتفاق بين طهران وواشنطن فإن “احتمال تجميد الولايات المتحدة لخططها في سوريا يبقى احتمالاً وارداً”.
فيما أشار تقرير نشرته صحيفة “العرب” إلى أن “المناورات العسكرية المكثفة بين الجيش الأمريكي والفصائل الكردية رسالة قوية لتركيا التي تطلق بين الفينة والأخرى تحذيرات بشن عمليات عسكرية واسعة شمال سوريا بذريعة مكافحة الارهاب ومسلحي حزب العمال الكردستاني”.
وأضافت الصحيفة أن “واشنطن تسعى أيضاً لتعزيز نفوذها في مواجهة الوجود الروسي، حيث دخل الطرفان في توتر بعد ان اتهم الجيش الأمريكي الطيران الروسي يخرق البروتوكولات العسكرية والاحتكاك بسلاح الجو الأمريكي في أجواء سوريا” ونوّهت إلى أن “الولايات المتحدة والغرب عموماً يعتقدون بأن دعم حلفائهم الأكراد الذين شاركوا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية كفيل بحماية مصالحهم في مواجهة نفوذ دول إقليمية ودولية”.
وفي وجهة نظر مغايرة لما نشرته “العرب”، فوجد المحلل السياسي حسني محلي، في مقال نشره موقع “الميادين نت” أن هذه التحركات الأمريكية، ساعدت أنقرة للتمسك بموقفها الرافض للخروج من سوريا ولم تحمل أي رسالة معادية لأنقرة، مشيراً إلى أن هذه التحركات جاءت بعد “التفاؤل الذي خيّم على الجميع إبّان القمة العربية في جدة وبعدها” معتبراً أن هذه التحركات الأمريكية “تفسر تراجع حماس العواصم العربية تجاه المعالجة السريعة والعملية للأزمة السورية، وغض النظر عن كل ما تقوم به أنقرة في سوريا وليبيا والعراق، إذ ينتظر الجميع ما ستؤول إليه الحسابات الإقليمية والدولية في ما يتعلق بمستقبل الدور الإيراني في المنطقة، ولا سيما في العراق وسوريا الجارتين لتركيا”.
تأتي هذه التحليلات بعدما انتشرت تقارير صحفية أشارت إلى نية الولايات المتحدة الأمريكية بشن عملية عسكرية شرقي سوريا للسيطرة على المنطقة الممتدة من الحدود العراقية إلى التنف جنوبي سوريا، فيما نفى السكرتير الصحفي للبنتاغون العميد بالقوات الجوية الأمريكي بات رايدر، صحة هذه التقارير مشيراً إلى أن “القوات الأمريكية ليست ضالعة في الأمن على الحدود العراقية”.