في ظل الحديث عن إعادة انتشار القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، والإعلان عن تخفيف عدد هذه القوات في العراق والخليج والانسحاب من أفغانستان، تم الإعلان عن اجتماع للقيادتين الأمريكية والعراقية في العراق بهدف بحث خطة إعادة انتشار قوات “التحالف” خارج العراق.
وعُقد الاجتماع الأول بين اللجنة العسكرية التقنية العراقية، برئاسة نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري ونظيرتها الأمريكية برئاسة قائد قوات عمليات العزم الصلب في العراق الجنرال بول كالفرت، ووفقاً لصحيفة “الشرق الأوسط” تم خلال الاجتماع وضع “خطة عمل لتطبيق مخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، وأن تنجز الخطة خلال جلسة المحادثات المقبلة التي ستعقد في بغداد أو واشنطن، في شهر تموز أو آب من سنة 2021 وسوف تتضمن آليات وتوقيتات محددة لاستكمال إعادة نشر القوات القتالية للتحالف الدولي خارج العراق”.
وحول مخرجات هذا الحوار، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن الخبير الاستراتيجي معن الجبوري قوله: “كل المعطيات على الأرض تؤكد أن العراق سيدخل مرحلة جديدة في إطار اتفاقه مع الولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك إعادة انتشار تلك القوات وتقليص المقاتلين الموجودين في العراق حيث سيبقى هذا الوجود في إطار الاستشارة والدعم اللوجيستي والاستخبارات وخبراء القوة الجوية فقط”.
ويشير محللون إلى أن التغيرات التي تطرأ على التموضع العسكري الأمريكي في العراق سيؤثر بشكل كبير على وجودها في سوريا، حيث أكد المحلل السياسي أسامة دنورة في حديث مع “أثر” سابقاً أن الانسحاب الأمريكي من العراق يُفقد القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا عمقها الاستراتيجي، حيث قال: “عندما ينسحب الأمريكان من العراق فهذا يعني أن وجودهم في سوريا أصبح مهدداً وهشاً وضعيفاً جداً لأنه لا توجد دولة أخرى تشجع الحالة التي يرعاها الأمريكان في مناطق شمالي شرق سوريا ولا يوجد أي قاعدة يمكن أن تمد القوى العسكرية الأمريكية على الساحة السورية بالمتطلبات اللوجستية وغيرها”.
يذكر أن الوجود الأمريكي في العراق غير شرعي، وذلك بعد إعلان البرلمان العراقي عن رفضه لهذا الوجود، الأمر الذي يُفقده شرعية الوجود.