أوجه جديدة لمعاناة النازحين السوريين تبرز في مخيمات الشمال السوري، فإلى جانب الأمراض المتفشية في المخيمات جراء البرد الشديد ونقص الرعاية الصحية وانهيار عدد من الخيام وفقدان أساليب التدفئة، يؤكد العديد من الآباء في هذه المخيمات أنهم لا ينامون ليلاً خوفاً على أطفالهم.
وأكدت وكالة “الأناضول” التركية الآباء يتناوبون على أبنائهم ليلاً حرصاً على سلامة الأولاد في حال انهارت الخيام جراء الثلوج أو تسربّت المياه إلى الداخل نتيجة الأمطار.
وفي سيناريو يتكرر كل شتاء في هذه المخيمات، أفاد موقع “عنب بلدي” المعارض بأن صعوبة الأوضاع المعيشية وفقدان سبل التدفئة، دفعت النساء في هذه المخيمات مع أطفالهن إلى البحث عن مواد بديلة للتدفئة بعد ارتفاع أسعار المحروقات إلى مستويات لا تناسب الإمكانيات.
وتنحصر هذه المواد البديلة في جمع ما يمكن جمعه من الحقول والأحراش ومكبات النفايات، من المواد التي تساعد على الاشتعال لتأمين التدفئة، كما أنهم يستخدمون هذه المواد لإشعال النار بغرض الطهي وصناعة الخبز.
وفي ظل استمرار هذه المعاناة الإنسانية كل عام دون أن يتم اتخاذ إي إجراء فعلي من قبل المجتمع الدولي، تُثار العديد من إشارات الاستفهام حول سُبُل حلّها وإنهائها، وتعقيباً على إشارات الاستفهام هذه يقول المحلل السياسي كمال جفا في حديث لـ “أثر”: “عملية إبقاء المخيمات تهدف إلى استجرار المزيد من المساعدات والتعاطف الدولي مع ما تفعله تركيا، ولإبقاء الجيش التركي وعدم المساعدة في الوصول إلى أي حلول والتملص من الحلول والاتفاقيات التي وقعتها في أستانا مع الجانب الروسي”، وحول إمكانية اتخاذ قرار جذري بحل هذه المخيمات ونقل قاطنيها إلى أماكن أفضل قال جفا: “في حال كان هناك قرار دولي وجهود دولية لا سيما من قبل أمريكا يمكن إجبار تركيا على فتح المعابر وعودة الناس وإعادة تأهيل أراضيهم وأنا أتكلم عن سهل الغاب وجبل الزاوية وطريق سهول المعرة القادرة على استيعاب أكثر من مليوني نسمة”.