كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مضمون المحادثات التي جرت بين موسكو وحزب الله، بعد زيارة وفد برئاسة النائب محمد رعد، إلى موسكو، مشيرة إلى أن الملف السوري كان الأساس في هذا الاجتماع.
حيث أفادت “الأخبار” بأن موسكو أكدت لوفد حزب الله موقفها من وجوده في سوريا، مشيرة إلى أن “موسكو أبدت تقدير عالٍ لأداء حزب الله العسكري: حرفية مقاتليه، وانضباطهم، وقدرتهم الفائقة على تحقيق أهدافهم في المعارك” مضيفة أنه في الوقت عينه، تبدي موسكو إعجابها بـ”براغماتية” حزب الله، في الشأن الأخير، تبدو معنية بكل ما يسهم في حماية الدولة السورية: التسويات الداخلية مع مجموعات مسلحة في كثير من المناطق، خصوصاً في الجنوب، والتفاهمات الكبرى مع تركيا، وفي الحالتين، كان الحزب ملتزماً بكل ما يمكن القيام به لإنجاح هذه التسويات والتفاهمات.
وأكدت “الأخبار” أن في موسكو، يرى العسكريون والسياسيون أن وجود حزب الله في سوريا ضروري أكثر من أي وقت مضى، مبينة أن “أي فراغ يتركه الحزب وإيران في أي محافظة سورية، سيملأه الأمريكيون، لا الروس ولا السوريون، كما أن بعض مجموعات التسويات، ومنها تلك التي تستقوي بالتفاهم مع الروس، لا ترى رادعاً يحول دون تمددها سوى الحزب والإيرانيين”، مشيرة إلى أن “من هذا المنطلق، حرص المسؤولون الروس على إيصال الرسالة واضحة لقيادة حزب الله: وجودكم في سوريا ضروري، في السياسة، كما في العسكر، ونعوّل على التعاون معكم مستقبلاً في المجالين”.
وبحسب “الأخبار” فإن الروس لا ينظرون إلى حزب الله بصفته تنظيماً لبنانياً، بل هو جهة لها حضورها في كثير من دول الإقليم، وأفادت بأن “في اللقاءات مع المسؤولين الروس، وتحديداً وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف ومسؤولين في مجلس النواب، جرى التطرق إلى الأوضاع في اليمن والعراق وسوريا وفلسطين وغيرها، وشدّد الطرفان على ضرورة تعزيز سبل التواصل بينهما، واعتماد قنوات اتصال مباشرة بين الحزب وموسكو، مع درس احتمال إقامة مكتب تمثيل للحزب في العاصمة الروسية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة التي تمّت بناءً على دعوة روسية، بدت في جانب منها رسالة من موسكو إلى واشنطن مفادها أن “المحاولات القائمة للإيقاع بيننا وبين إيران أو حزب الله لن تنفع. ونحن لن نكتفي بالتنسيق مع إيران، بل نريد أن ننسّق مباشرة مع حزب الله” وسبق للروس أن أبلغوا جميع الدول الغربية والعربية والإقليمية والقوى التي يتواصلون معها بشأن لبنان، أن “حزب الله قوة رئيسية، ويمثل حالة حقيقية وكبيرة، وينبغي التعامل معه على هذا الأساس، ولا يمكن إنجاز أي تسوية من دون التشاور معه والاتفاق معه”، وفي رسالة أخرى، أرادت موسكو أن تشدد على أنها تتواصل مع الجميع بشأن سوريا وثمة تفاهم بينها وبين “إسرائيل” لكن هذا لا يعني “بحسب الصحيفة” “أننا نساعد إسرائيل في ضرباتها، على العكس من ذلك، نحن ندين هذه الضربات، خصوصاً تلك التي تأتي من الأجواء اللبنانية، وما زلنا ملتزمين بمنع الطائرات الإسرائيلية من اختراق الأجواء السورية” تؤكد موسكو، بناءً على معلوماتها الاستخبارية، أن الضربات الإسرائيلية على قوافل الأسلحة التي تُنقل إلى لبنان لم تحقق أهدافها، ولم تمنع حزب الله من إنجاز ما يريد إنجازه، ومن جهة أخرى، لا تمانع قيام معادلة ردع تؤدي إلى منع “إسرائيل” من الاعتداء على الأراضي السورية.
وأكدت الصحيفة أنه في الأشهر المقبلة، ثمة ثلاثية تسعى موسكو إلى تأمين عوامل نجاحها في دمشق: العملية السياسية ربطاً بمحطة الانتخابات الرئاسية، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين.
يشار إلى أن زيارة وفد من حزب الله إلى سوريا أخذت ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية، خصوصاً وأنه لم يتم الإعلان عما جرى خلالها، إلى جانب تزامنها مع التقارير التي عمدت بعض وسائل الإعلام المعارضة والأجنبية على نشرها والتلميح خلالها إلى وجود خلافات بين روسيا من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى في سوريا.